وصل قادة الدول الأعضاء في مجموعة العشرين الى مدينة هانغتشو امس استعداداً للمشاركة في قمة المجموعة التي تبدأ اعمالها اليوم. ويرأس ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان وفد بلاده الى القمة. والتقى الامير محمد بعد وصوله امس الى هانغتشو رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. كما اجتمع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، وجرى خلال الاجتماع بحث مجالات التنسيق بين المملكة وصندوق النقد الدولي، إضافة إلى تبادل الآراء حول عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك، بما فيها الوضع الاقتصادي العالمي. وكان الامير محمد بن سلمان وصل الى هانغتشو أمس بعد زيارة رسمية قام بها الى اليابان، واستقبله خلالها الامبراطور اكيهيتو ورئيس الوزراء شينزو أبي وشهدت توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين. (للمزيد). وبين المشاركين في القمة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي ستكون زيارته الى الصين الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة. ويرى مراقبون أن قمة العشرين التي تعقد في الصين للمرة الاولى ستشكل فرصة لها لتأكيد صعود دورها المحوري في المجالات السياسية بعدما أكدت دورها المهم في الاقتصاد العالمي. واتخذت الصين تدابير امنية بالغة الشدة بمناسبة انعقاد القمة اليوم وغداً وشجعت السلطات ربع سكان مدينة هانغتشو التي تعقد فيها القمة على مغادرتها. وشهدت مراسم استقبال أوباما توتراً وتم تبادل كلام حاد حين اعترض مسؤول صيني مستشارة اوباما للامن القومي سوزان رايس. وفيما احتشد مندوبو وسائل الاعلام الاميركية تحت احد جناحي الطائرة الرئاسية لنقل وقائع نزول اوباما من الطائرة، تدخلت أجهزة الامن الصينية. واعتبر مسؤول امني صيني ان الصحافيين اقتربوا كثيرا من المسار المقرر لاوباما، فاقترب منهم وبدأ بالصراخ طالبا منهم مغادرة المكان بسرعة. عندئذ تدخلت مسؤولة في البيت الابيض، قائلة للموظف انها طائرة اميركية وان الرئيس هو رئيس الولاياتالمتحدة. ولم يتأثر الموظف الصيني بهذا الكلام ورد على الفور صارخا باللغة الانكليزية، «انها بلادنا هنا ! هذا مطارنا!». ولم يحجب إعلان الصينوالولاياتالمتحدة، وهما أكبر بلدين ملوّثين بغاز ثاني أوكسيد الكربون في العالم، مصادقتهما على اتفاق باريس للمناخ على هامش القمة، خلافاتهما في شأن قضايا عدة. والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الصيني شي جينبينغ فور وصوله إلى المدينة التي أجلي سكانها ب «إغراءات مالية» لتعزيز أمن القمة، قبل أن يعلن البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي أجرى مناقشات «صريحة مع الرئيس الصيني في شأن قضايا شائكة في العلاقات» بين أكبر اقتصادين في العالم. وأورد البيان أن أوباما «أكد لشي ضرورة التزام الصين بحكم التحكيم الذي صدر أخيراً ضد مطالبها بالسيادة في بحر الصينالجنوبي، وأن تتقيد باتفاق أيلول (سبتمبر) 2015 الثنائي في شأن مسائل القرصنة والأمن الإلكتروني، وتحترم حقوق الإنسان وتحمي الحرية الدينية لجميع مواطنيها». وفي مقابلة ستبثها محطة «سي إن إن» الإخبارية اليوم، شدد أوباما على أن الصين «يجب أن تتحلّى بمزيد من المسؤولية في وقت يزداد نفوذها العالمي، وتتجنّب استعراض عضلاتها في النزاعات مع دول أصغر في شأن قضايا مثل السيادة في بحر الصينالجنوبي». على صعيد آخر، كشف مسؤول بريطاني أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي تحضر اليوم أول اجتماع قمة رئيس لها بعد توليها السلطة في تموز (يوليو) الماضي إثر استقالة سلفها ديفيد كامرون، لن تعلن موافقتها على خطة تدعمها الصين جزئياً مع شركة «إي دي إف» الفرنسية لبناء محطة للطاقة النووية بقيمة 24 بليون دولار في جنوب إنكلترا. وأوضح المسؤول إن ماي «ستستغل لقاءها الرئيس الصيني شي (غداً الإثنين) لمحاولة إقناع شركائها الدوليين بأن بريطانيا ستظل بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي «منفتحة أمام التجارة»، وأحد المؤيدين للتجارة الحرة العالمية.