شهدت العاصمة الفرنسية في اليومين الأخيرين سلسلة لقاءات حول الأوضاع في لبنان والشرق الأوسط، منها لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في الرئاسة والخارجية الفرنسيتين، ولقاء بالصدفة مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» اللبناني وليد جنبلاط سبقه لقاء للأخير مع مساعد مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط السفير نيكولا غالي. وأسفرت اللقاءات الفرنسية - الأميركية عن اتفاق على التجديد في نهاية آب (أغسطس) لقوات الأممالمتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) «مع إصرار شديد على ضرورة احترام الخط الأزرق». ورأت مصادر مطلعة على الموقفين المتوافقين الأميركي والفرنسي، أن الخط الأزرق «معترف به من جميع الأطراف كخط حد وليس خطاً حدودياً، وعلى رغم أن بعض الأطراف أظهر تحفظات عن ترسيمه هنا وهناك، فإنه بالنسبة الى فرنسا وللولايات المتحدة شرعية الأممالمتحدة ويونيفيل هي التي تهيمن، وينبغي ألا ينتهز الفرصة أي طرف لإعادة النظر في عامل استقرار المنطقة وهو قبول الجميع بالخط الأزرق... والجانبان الأميركي والفرنسي متوافقان كلياً على أن المحكمة الدولية لا يمكن التدخل فيها ولا في عمل القاضي الدولي، والطرفان لم يتدخلا يوماً في أعمالها ولن يتراجعا عن دعم محكمة أصبحت مستقلة لا يمكن التدخل في أعمالها مهما كانت المساعي حتى ولو كانت عربية رفيعة». وبالنسبة الى احتمال حدوث حرب على لبنان، أكد الطرفان، وفق المصادر ذاتها، أنها «كادت تندلع يوم أحداث 3 آب (اشتباك عديسة)، لكن الطرفين اللبناني والإسرائيلي أدركا أن ليس من مصلحتهما اندلاعها ما أدى الى التهدئة والتراجع عن القيام بعملية عسكرية على رغم أن احتمال حدوث حرب قد يكون في حسابات خاطئة، لكن الجانبين الفرنسي والأميركي يرون أن ليس في مصلحة أي طرف خوض حرب». وأوضحت المصادر ان «في التحليل الفرنسي والأميركي ليس من مصلحة «حزب الله» أن يكرر ما حدث في 7 أيار (مايو) 2008 ولو أن بإمكانه محاولة إسقاط الحكومة، لكنه في وضع دفاعي لكون سورية فتحت علاقات جديدة وجيدة مع دول عدة في طليعتها السعودية وفرنسا. والمسألة المطروحة لدى حزب الله هي الى أي مدى يصل توافق أهدافه مع سورية؟ وهل لسورية مصلحة في تمييز هذا أو ذاك من حلفائها على الآخر». ورأت مصادر في فرنسا أن الزيارات التي قام بها وزير الخارجية الإيراني لبيروت ودمشق «تظهر قلق الإيرانيين الذين يريدون الاطمئنان، والمؤتمر الصحافي للأمين العام للحزب (السيد حسن نصرالله) يظهر أن حزب الله في موقف دفاعي، وسورية عندما تستقبل مبعوثين أميركيين باستمرار مثلما حدث عندما زار فريديريك هوف سورية الأسبوع الماضي، هذا ليس خبراً جيداً لإيران ولا لحزب الله وهو موضوع قلق كما التقارب الفرنسي - السوري». واعتبرت المصادر أن التقارب الفرنسي - السوري والسعودي - السوري «هو رادع لقيام حزب الله بزعزعة استقرار على الصعيد الداخلي في لبنان».