حزم مئات الطلاب والطالبات السعوديين، حقائبهم متوجهين إلى دول خليجية وعربية، على أمل الحصول على مقعد جامعي، بعد ان تعذر عليهم التسجيل في الجامعات السعودية، طوال الشهرين الماضيين، فور تخرجهم في الثانوية العامة. واختار رياض عبدالله العاصمة الأردنية (عمان)، كمحطة أولى، على ان ينتقل لاحقاً إلى نظيرتها المصرية (القاهرة)، باحثاً فيهما عن فرصة لإكمال دراسته الجامعية على حسابه الخاص، على أمل ان يلتحق مستقبلاً ببرنامج الابتعاث. ويقول: «أشعر ان تخرجي في الثانوية العامة، كان فألاً سيئاً لي، فلقد تقدمت إلى كل الجامعات والكليات السعودية، من دون جدوى، ولم أجد بداً من طرق أبواب الجامعات العربية». أما نهلة سعود، فترى ان فرصتها في إكمال تعليمها، تكمن في الالتحاق في برامج «التعليم عن بُعد»، أو عبر الانتساب إلى جامعات عربية. لذا غادرت ووالدها إلى دولة عربية، للتسجيل في إحدى جامعاتها. وتقول: «مصاريف الدراسة والحياة هناك باهظة للغاية، وقد تكفل والدي بدفعها. بعد ان تعذر قبولي في أي من الجامعات والكليات السعودية»، مشيرة إلى ان مصاريفها الإجمالية في الدول العربية التي قررت الدراسة فيها، تقل عن نظيرتها في السعودية، فيما لو قررت الالتحاق في جامعة أو كلية أهلية. ويقول عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل الدكتور أحمد اللويمي، ل»الحياة»: «إن مشكلة عدم قبول بعض الطلبة تتجدد سنوياً، وتفتح الباب على مصراعيه لصعوبات عدة، بسبب ما يواجهه الأهالي من عقبات في تسجيل أبنائهم في الجامعات، وتحديداً الإناث»، مضيفاً «لو لاحظنا أن نسبة الطلبة المغادرين ارتفعت خلال هذه الفترة في شكل مرتفع، بعد أن أعلن عدد من الجامعات عن دفعات المقبولين»، مستدركاً «تعد هذه السنة الأقل لناحية عدم القبول، لأن بعض الجامعات رفعت من طاقتها الاستيعابية، وخفضت نسب معدلات القبول. ومع ذلك لا زلنا نواجه مشكلة عدم قبول البعض في التعليم الجامعي». وتحدثت طالبات ل»الحياة»، عن الأضرار التي ألحقت بهن، جراء عدم قبولهن في الدفعات الأولى التي أعلنتها جامعة الدمام، وبدء مسيرة البحث عن جهة أكاديمية يلتحقن فيها. وتقول الطالبة ميساء أبو حسان: «حاولت البحث عن جهة، ولم أجد. وحالياً هناك توجه ملحوظ إلى الالتحاق في الجامعة العربية المفتوحة، على رغم ضعف مستوى التدريس فيها، إضافة إلى مشكلات أخرى، منها عدم التزام أعضاء هيئة التدريس في مواعيد المحاضرات». وترى ان التحاقها في جامعات بنظام الانتساب، «لا زال غير واضح، لأنه توجد مشكلة وثغرات عدة، إذ تم إغلاق عدد من مقراتها في المنطقة الشرقية. وهناك عدد من الطلبة التي التحقوا فيها، لا زالوا يواجهون مشكلة تسلم وثائقهم التعليمية منذ أعوام». ويعلق اللويمي، على ذلك بالقول: «إن فرص التعليم عن بُعد، أو الالتحاق في جامعات أخرى، لا زال بعضها يعاني من مشكلة عدم الاعتماد الأكاديمي، قد يوقع الطلبة في جوانب غير مأمونة العواقب، لأن وثائقهم تحتاج إلى تصديقات وتوثيق من جانب وزارة التعليم العالي، علماً بأنه يفترض الالتزام في اللائحة المنشورة التي تحدد ضوابط «التعليم عن بُعد». ويبقى الدور الرقابي الذي يتطلب تكثيفاً وحرصاً، خوفاً من التلاعب في مستقبل التعليم الجامعي». وتشير طالبات أخريات، لم يحالفهن الحظ للقبول في جامعات محلية، إلى ان عدم القبول، «يضاعف من عدم فرص الحصول على مهن مستقبلاً، فالجامعيات يجلسن طويلاً للحصول على وظائف، وعدم وجود بديل تعليمي يضاعف صفوف العاطلات عن العمل»، مطالبات ب»زيادة أعداد الجامعات لزيادة فرص قبولنا، بدلاً من الانتساب إلى جامعات قد نكون نحن أولى ضحاياها، من خلال المماطلة في تسلم الوثائق، أو إغلاق مقرات تلك الجامعات، أو نقلها إلى دول أخرى، ما يؤدي إلى إرباك وضياع مستقبل الطلبة».