سيطرت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية مساء أول من أمس، على الحي رقم 1، أحد آخر معقلين لتنظيم «داعش» في سرت، لينحصر بذلك تواجد التنظيم المتطرف في المدينة المتوسطية التي شكلت قاعدة خلفية له على مدى سنة بأجزاء من حي آخر في شرقها. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في خطاب ألقاه خلال اللقاء السنوي مع السفراء الفرنسيين إن «داعش يتطور في أماكن عدة في العالم، منها ليبيا، حيث تسعى مدينة سرت للتخلص من التنظيم المتطرف، لكن الحل في ليبيا حيث انهارت المؤسسات وتنامت الميليشيات هو في التفاف الليبيين حول حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها فايز السراج الذي دعوته ليزور فرنسا قريباً». في غضون ذلك، أكدت القوات الحكومية سيطرتها على الحي رقم 1 بعد هجوم جديد شنته مساء أول من أمس، وقُتل فيه 10 من عناصرها، وذلك غداة يوم دام قُتل وأُصيب فيه العشرات من مقاتليها في مواجهات شرسة مكنتها من اقتحام آخر مناطق سيطرة المتشددين في سرت (450 كيلومتراً شرق طرابلس) وقال المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» الخاصة باستعادة سرت من «داعش» على صفحته على موقع فايسبوك: «قواتنا تستكمل تطهير بقية جيوب الدواعش في الحي رقم 1 وتعلن تحريره بالكامل». وأكد رضا عيسى الناطق باسم القوات الحكومية: «قواتنا حررته. الثمن كان غالياً، لكنهم حرروه». وأضاف: «قواتنا تعيد تمركزها اليوم في الحي رقم 1 (شمال) وتمشّط شوارعه وذلك استعداداً للهجوم على مناطق سيطرة داعش المتبقية في الحي رقم 3» في شرق المدينة. وتابع أن «المناطق التي لا يزال يتواجد فيها داعش ليست ذات أهمية إستراتيجية»، مضيفاً أن «الاستعدادات لتحرير كامل المدينة متواصلة ونتوقع أن يتحقق الحسم في وقت قريب جداً». على صعيد آخر، أعلن مسؤولان ليبيان أمس، أن مخزون ليبيا المتبقي من الأسلحة الكيماوية شُحن كاملاً إلى ألمانيا على متن سفينة دنماركية من ميناء في مدينة مصراتة الواقعة شرق طرابلس، وذلك في اطار عملية أمنية تمت بإشراف الأممالمتحدة. وقال نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني في طرابلس موسى الكوني: «إنه خبر جيد لليبيا، وللسلام في ليبيا، ونحن نشكر الدول التي تعاونت والأممالمتحدة». وأوضح مسؤول أمني رفيع في مصراتة أنه «تم شحن 23 خزاناً من المواد الكيماوية» التي كانت مخزنة في منطقة الجفرة على بُعد 200 كيلومتر تقريباً جنوب سرت. وتابع المسؤول الأمني: «تخلصت ليبيا من ترسانتها الكيماوية وأصبحت بلداً خالياً من الأسلحة الكيماوية. نحن كليبيين لم نكن نريد هذه الأسلحة بخاصة في ظل الأوضاع الحالية ووجود داعش في المنطقة».