في «اسكتشات» بساط الفقر، وما قبل الزواج للثنائي الكويتي الشهير « حسينوه» وسعاد عبدالله يكون صاحبنا مندوباً لشركة الكهرباء، وأثناء قراءة العدّاد يلمح إلى «المزيونة» بالخطبة والزواج فتتعالى عليه، فيهددها بأنه سيجعل عداد الكهرباء «يفترررر» ويسجل فواتير كبيرة. حسناً، معظم عدادات الكهرباء في غالب مناطق المملكة، ستدوخ خلال الأيام المقبلة، لدخول شهر الصوم في فترة الصيف، وصعوبة الترشيد وقت الذروة، وهو إشكال سيدوم لسنوات مقبلة، وإذا كان بعضهم تحمل انقطاع التيار أثناء الفطر، فسيكون تحمله في ظهيرة صيام أمراً قاسياً للغاية، وستوجه أصابع الاتهام وربما الدعوات من الصائمين إلى وعلى شركة الكهرباء. شركة الكهرباء ستزيد طاقاتها مع الزمن، وهي أتاحت إنتاج وبيع الطاقة الكهربائية لغيرها بآليات عدة، لكن الواضح أن نمو المنشآت والمساكن سيتفوق عليها، وستظل تطارد هذا الوضع المناخي حتى تتحقق النبوءة بعودة جزيرة العرب إلى أجواء ربيعية، أو توقعات الخبراء بعودة العصور الجليدية وتحول طقسنا إلى ما يشبه الطقس في أوروبا حالياً. في المقابل لدينا ثروة بين أيدينا اسمها الطاقة الشمسية، وباتت معلومة عامة، أنه يمكن تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية وطاقة حرارية من خلال آليتي التحويل الكهروضوئية والتحويل الحراري للطاقة الشمسية، أي تحويل الإشعاع الشمسي أو الضوئي مباشرة إلى طاقة كهربائية بوساطة الخلايا الشمسية، وكما هو معلوم هناك بعض المواد التي تقوم بعملية التحويل تدعى أشباه الموصِّلات كالسيليكون والجرمانيوم، وقد تم تصنيع نماذج كثيرة من الخلايا الشمسية تستطيع إنتاج الكهرباء بصورة علمية، وتتميز الخلايا الشمسية بأنها لا تشمل أجزاء أو قطعاً متحركة، وهي لا تستهلك وقوداً ولا تلوث الجو وحياتها طويلة ولا تتطلب إلا القليل من الصيانة. الشمس - والحمد لله غالبنا «شهبان لهبان» من قسوتها، والسليليكون في الرمل، وهو كثير لدرجة أننا نصبغ مقدمات السيارات به، وإذا كانت المسألة الخشية على شركة الكهرباء، ومئات آلاف المساهمين فيها، فيمكنها تصنيع وبيع هذه الخلايا لتكون بمثابة السند عند الطوارئ للمنازل، فعلى الأقل تعمل بعض الإضاءة ومروحة أو اثنتين، أو مكيف صحراوي صغير، أو «أي حاجة في أي هبابة». باستثناء المقاطعة المستقلة الممنوحة للعاملة المنزلية في الفيلات، أو المساحات التي تحتلها «الدشوش» في العمائر والمنازل الصغيرة، فأسطحنا شبه مهجورة، ويمكن لهذه الخلايا الشمسية أن تؤنس وحدتها، وان تكون أولى خطواتنا نحو تنويع مصادر «البراد». يوجد سخانات تستخدم الطاقة الشمسية، وبالمبدأ نفسه يمكن توفير بين 15 – 20 في المئة من حاجة المنازل الكهربائية من الطاقة الشمسية، وإذا لم تكن شركة الكهرباء مقتنعة، أو هي مقتنعة وفي فمها ماء، فالشكوى لله الذي نسأله أن تمر نهارات الصيام على الجميع من دون انقطاع. [email protected]