أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في تصريحات نشرتها صحف محلية أمس، عن رغبتها في أن يبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقات مع دول شمال أفريقيا لإعادة المهاجرين إلى حيث انطلقوا على غرار الاتفاق مع تركيا. وصرحت المستشارة الألمانية لصحيفتي «باساور نوي بريسه» و «رور ناشريشتن» بأنه «سيترتب علينا إبرام اتفاقات مشابهة مع دول أخرى، في شكل أساسي في شمال أفريقيا، لتحسين ضبط طرق الهجرة في المتوسط». وأضافت أن «هذه الاتفاقات تصب كذلك في مصلحة الأفراد الذين يفرون» من دون تقديم تفاصيل إضافية في شأن الدول المعنية، فيما باتت ليبيا الغارقة في الفوضى منذ العام 2011 مركزاً لمهربي المهاجرين إلى السواحل الأوروبية. وينص الاتفاق مع تركيا على استعادتها المهاجرين الوافدين بصورة غير قانونية الى اليونان، مقابل منح الاتحاد الأوروبي تركيا مبلغ 3 بلايين يورو لمساعدتها على تحسين استضافة اللاجئين، مع احتمال توفير مساعدات لاحقاً بالقيمة ذاتها. كما تعهد الاتحاد الأوروبي، مقابل كل مهاجر سوري مبعد، ب «إعادة توطين» لاجئ سوري آخر من تركيا. ودعت المستشارة الى «العمل» كي يبقى الاتفاق مع أنقرة سارياً رغم التوتر التركي - الأوروبي وعرقلة إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول، إذ هددت تركيا بوقف تطبيق الاتفاق الذي حد من توافد المهاجرين إلى أوروبا، إن لم يُعف مواطنوها من التأشيرات. كما دانت مركل بطء الأوروبيين في توزيع 45 ألف لاجئ عالقين على الحدود اليونانية- المقدونية، مع توطين 3000 منهم فقط في دول أعضاء. إلى ذلك، توفي سوداني (30 سنة) متأثراً بجروح أُصيب بها في مشاجرة وقعت صباح أمس، بين مهاجرين سودانيين وأفغان قرب كاليه في شمال فرنسا. وأُصيب سوداني آخر بجروح في الرأس، لكنه ليس في حال الخطر. في سياق آخر، أعلنت فرنسا عن قمة لدول جنوب أوروبا تعقد أوائل أيلول (سبتمبر) المقبل بمبادرة من رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس بحضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وكان مصدر حكومي يوناني قال إن أثينا تعد لقمة تحضرها دول جنوب أوروبا، لمناقشة المشاكل الاقتصادية والهجرة. ويمكن أن تعقد القمة في 9 أيلول. ووُجِهت الدعوات الى قبرصوفرنسا ومالطا وايطاليا والبرتغال وإسبانيا. من جهة أخرى، أكدت دراسة جديدة تزايد القلق حول العالم من «العدد المفرط للاجئين» الذي تجاوز كل المستويات التي وصلها من قبل، منذ الحرب العالمية الثانية. وأكد معهد «ايبسوس» للاستطلاعات أن 60 في المئة على الأقل من سكان فرنسا وبلجيكا اللتين شهدتا أخيراً اعتداءات إرهابية دامية، يعتبرون أن الهجرة أتت «بآثار سلبية». وسُجلت نسب مشابهة في روسيا وهنغاريا وايطاليا التي اضطرت إلى التعامل مع أعداد كبرى من المهاجرين الفارين من الشرق الأوسط أو أفريقيا، لبدء حياة جديدة في أوروبا. وإجمالاً، أكد 49 في المئة من المشاركين في الاستطلاع في 22 بلداً وجود «عدد مفرط من المهاجرين»، فيما شعر 46 في المئة بأن «الهجرة تؤدي إلى تغيير بلدهم في شكل يزعجهم». كذلك أشارت الدراسة إلى أن اليابانيين هم أقل المشتكين من وجود عدد مفرط من المهاجرين في بلدهم (12 في المئة). كما لفت واضعو الدراسة الى ارتفاع نسبة البريطانيين الذين رأوا أن الهجرة مفيدة لبلدهم، فبلغ 35 في المئة، في ارتفاع كبير مقارنة ب19 في المئة في العام 2011.