تشهد الأسواق السعودية حالياً تسابقاً كبيراً من المواطنين والمقيمين على حد سواء لشراء سلع رمضان، وشرعت بعض الأسواق في القيام بحملات ترويج لبضائعها من خلال إعلانات عن تخفيضات اعتاد التجار القيام بها مع دخول شهر رمضان من كل عام. وربط أصحاب أسواق ترويج بضاعتهم بتوزيع جوائز، إضافة إلى خفض أسعار بعض السلع، وفي المقابل يُنتظر أن تشهد أسواق الخضار ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، خصوصاً الأصناف التي تستخدم في أطباق رمضان وتشهد إقبالاً من ربات البيوت. وعلى رغم استقرار سعر الطماطم في الشهر الأخير إلا أنه من المتوقع أن تشهد ارتفاعاً في السعر بنسبة تصل إلى 50 في المئة بحسب بعض الباعة، كما هي الحال مع بعض الورقيات مثل البقدونس والنعناع، ولن يكون بمقدور الباعة تخزين هذه البضاعة لسرعة تلفها مع حرارة الجو، إضافة إلى ارتفاع كلفة تخزينها. وعلى النقيض تماماً يُتوقع أن تشهد أسواق السمك انخفاضاً في الطلب عليها، ما يؤدي إلى هبوط الأسعار، بعد أن شهدت ارتفاعاً كبيراً في الأسعار خلال الفترة الماضية بسبب الحرارة والتقلبات المناخية. وأشار محمد اليوسف (بائع خضار جائل) إلى وجود زيادة في الأسعار، ووجه أصابع الاتهام إلى تجار الجملة، وقال: «أحاول بقدر المستطاع أن أبيع بضاعتي بأسرع وقت ممكن، وبالتالي فإن الأسعار مرتبطة بمصدر الشراء الرئيسي، فإذا كان السعر مرتفعاً، فلا بد أن أرفع السعر». وأضاف: «في العادة نجد إقبالاً من المواطنين والمقيمين على شراء بضاعة معينة، ما يجعل الحصول عليها أمراً صعباً، كون الطلب أكثر من العرض، ونضطر إلى رفع السعر أحياناً، ولكن هذا الأمر لا يبقى طويلاً، ويختفي مع الثلث الأول من شهر رمضان، إذ تعود الأسعار إلى طبيعتها». وأوضح زميله يوسف عبدالله أنه تحول إلى بيع سلع معينة تشهد إقبالاً خلال شهر رمضان، وقال: «في العادة أقوم بتوفير أنواع عدة من الخضراوات والفواكه، ولكن مع دخول شهر رمضان أكتفي بتوفير بعض من تلك الثمار مثل الطماطم والباذنجان إضافة إلى الكرفس والنعناع والكزبرة». وتشير ماجدة أحمد، إلى حدوث تحول كبير في نوعية الطبخ خلال شهر رمضان والذي يختلف عن بقية الشهور، وتضيف: «أقوم أولاً بتدوين الحاجات خلال شهر رمضان، وأركز على بعض الأصناف التي يقبل عليها أبنائي». وعن الوقت الذي تستغرقه في البقاء في المطبخ: «أبدأ في إعداد الوجبات من بعد صلاة الظهر، حتى ما قبل أذان المغرب وأحياناً يزداد الوقت، خصوصاً مع عادة توزيع بعض الوجبات على الجيران، وهو أمر محبب لي، وهو يجبرني على أن أظهر مهارتي في الطبخ». وبحسب علي خليفة (صاحب مطعم) فإن مبيعاته تزداد في رمضان بسبب الإقبال الكبير على شراء بعض الأصناف، وقال: «اضطررت في الآونة الأخيرة إلى الاكتفاء ببعض المأكولات وخصصت جزءاً كبيراً من الطباخين لعمل السمبوسة، والكنافة، بدلاً من التنويع الكبير الذي كنا نوفره في الأشهر الأخرى». وأشار عبدالمنعم الخاتم (مواطن) إلى أنه لا يحتاج إلى شراء كميات كبيرة من السلع لرمضان، وأنه قام بشراء بعض المستلزمات الضرورية التي يحتاجها. وعن ارتفاع الأسعار قال: «أجد هناك تبايناً في الأسعار قبل رمضان وبعده، ولذلك سارعت في توفير بعض المشتريات التي أعتقد أنها سترتفع مع دخول شهر رمضان مثل الزيت والطحين». وعن العروض التي تقدمها الأسواق من خلال وضع جوائز ثمينة، قال «لا ألتفت إلى هذه الأمور لأنني لا أملك حظاً، وبالتالي فإنني أركز على التخفيضات من دون الاهتمام بالمغريات الأخرى»، ويطالب الخاتم بتدخل وزارة التجارة للحد من ارتفاع الأسعار لبعض السلع من خلال مراقبة الأسواق، وقال: «نعاني الأمرين من جشع بعض التجار، فنراهم يرفعون الأسعار بحجة ارتفاع الدولار، أو عملات أخرى، ولكنهم يبقون على الأسعار في حال هبوطها، كما هي الحال مع هبوط سعر اليورو. وزاد الخاتم: «مشكلتنا في الشائعات التي يطلقها البعض، والتي تجد رواجاً كبيراً، ما يؤثر في كثرة الطلب على بعض السلع وبالتالي يزداد السعر». فيما قال ماجد أحمد: «لا أقوم في العادة بالتسوق كثيراً لرمضان، لأنه بالنسبة لي كأي شهر آخر، وبالتالي فإنني ألتزم بموازنة معينة، وربما أقوم بشراء بعض الأشياء التي تعارف الناس على تناولها في رمضان مثل المشروبات وبعض الأكلات التقليدية كالهريس باختلاف أنواعها».
