واشنطن – رويترز، أ ف ب - توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إلى المتقاعدين الأميركيين، الذين يشكلون مجموعة مهمة من الناخبين، متباهياً بتقرير يظهر أن اصلاح الرعاية الصحية حسّن آفاق صندوق المستشفيات لبرنامج «مديكير»، الذي تديره الحكومة لتمويل الرعاية الصحية لمن تجاوزوا الخامسة والستين. وأفاد تقرير حكومي صدر الخميس الماضي بأن من غير المتوقع أن تستنفد أموال صندوق البرنامج قبل عام 2019 أي متأخرة 12 سنة عن توقعات العام الماضي، كنتيجة لتخفيضات التكلفة التي يؤمنها قانون أوباما لإصلاح الرعاية الصحية. وقال أوباما في خطابه الأسبوعي عبر الإذاعة والانترنت: «الخطوات التي اتخذناها هذه السنة لإصلاح نظام الرعاية الصحية وضعت «مديكير» على أسس أكثر رسوخاً». وأضاف: «الاصلاح أضاف في الواقع ما لا يقل عن 12 عاماً إلى الملاءة المالية لمديكير، أطول تمديد منفرد في التاريخ، مع المساعدة في الحفاظ على مديكير للأجيال المقبلة». لكن التقرير ذاته أظهر أن الركود العميق، نال من عائدات برنامج رئيس آخر للمتقاعدين الأميركيين هو برنامج الضمان الاجتماعي الذي سجل عجزاً للمرة الأولى في 27 سنة. ولم يذكر أوباما هذا الجانب من التقرير في خطابه. ويبذل الرئيس الديموقراطي جهوداً لتسليط الضوء على نجاحات إدارته قبيل انتخابات الكونغرس في تشرين الثاني (نوفمبر)، ويتوقع أن تشهد مكاسب جمهورية كبيرة قد تغير موازين القوى داخل الكونغرس. وواجه اصلاح الرعاية الصحية، أكبر انجاز تشريعي لأوباما، معارضة من الجمهوريين ولا يزال مثيراً للجدل. وقال أوباما في خطابه، إن الاصلاح يصب بالفعل في مصلحة كبار السن. و «بداية من السنة المقبلة تشمل الرعاية الوقائية، الفحوص الطبية السنوية وفحوص اللياقة البدنية وتصوير الثدي بالأشعة، وتكون مجانية لكبار السن أيضاً». من ناحيةٍ اخرى، اعتبرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الوضع الاقتصادي الأميركي الذي لا يزال مثيراً للقلق، يذكّر الفريق الديموقراطي الحاكم بأنه قد يحجب النجاحات التي حققها في ملفات أخرى. وأظهرت إحصاءات أعلنت الجمعة الماضي ان البلاد خسرت 131 ألف وظيفة في تموز (يوليو)، اكثر بكثير مما كان متوقعاً. وبقي معدل البطالة عند 9,5 في المئة، وهو معدل مرتفع تاريخياً بعد انكماش 2008-2009 الذي تسبّب بفقدان أكثر من 8 ملايين وظيفة. وعلى رغم عودة النمو في الولاياتالمتحدة منذ سنة، فإنه بقي عند 2,4 في المئة في الفصل الثاني، فيما بقيت مؤشرات ثانوية اخرى عند الحد الادنى. واستبعد البيت الابيض إمكان الوقوع مجدداً في الانكماش، لكن خبراء اقتصاد يحذرون من سنوات ركود اقتصادي وبطالة مرتفعة شبيهة بما عرفته اليابان في تسعينات القرن الماضي. وحرصاً منه على التشديد على المؤشرات الايجابية النادرة، على خلفية وضع رديء عموماً، أكد اوباما الجمعة ان التوظيف «ازداد في القطاع الخاص منذ سبعة شهور». لكن باعتراف الرئاسة نفسها فإن هذا النمو لا يزال «غير كاف لتقليص معدل البطالة». وذكّر اوباما ب «أن الانكماش الذي لا نزال ننهض منه، هو الاخطر منذ الازمة الكبرى» في ثلاثينات القرن الماضي. وقال: «نعلم ايضاً ان الخروج من انكماش يتطلب وقتاً، لكن طريق النهوض ليست خطاً مستقيماً». وأقر بأن التقدم يجب أن يحصل في سرعة أكبر «بالنسبة إلى الموظفين والعائلات والشركات الصغرى في الولاياتالمتحدة»، داعياً الكونغرس إلى تبني تدابير محددة لحفز التوظيف، الذي لا يزال اكثر تواضعاً مما لحظته خطة الانعاش الضخمة بقيمة 787 بقيمة دولار في ربيع 2009. لكن الخطة مجمدة لأن اعضاء مجلس الشيوخ، الذين يفترض ان يوافقوا عليها، ذهبوا في عطلتهم الصيفية مساء الخميس لخمسة اسابيع. وفي افضل السيناريوات، فإن هذه التدابير قد يصوت عليها منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل.