موسكو - ا ف ب - حذرت الحكومة الروسية اليوم الخميس من أن حرائق الغابات التي قتل بسببها أكبر عدد من الضحايا منذ قرابة أربعة عقود قد تشكل تهديدا نوويا إذا لم يمكن السيطرة عليها. وعمد الروس الى اخلاء مخازن الذخيرة في منطقة موسكو التي تهددها حرائق الغابات الهائلة التي ما زالت مستعرة الخميس بعد اسابيع من الحر غير المسبوق في البلاد. ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن متحدث باسم وزارة الدفاع "بسبب خطر الحرائق في المنطقة، اتخذ قائد المنطقة العسكري قرارا بنقل مخازين ذخائر المدفعية والصواريخ الى مكان آمن". وتشهد عدة انحاء من منطقة موسكو حرائق غابات ضخمة وكذلك مناطق اخرى غرب البلاد. وامر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاربعاء بتعزيز حماية المواقع الاستراتيجية بعد احتراق قاعدة عسكرية لوجستية قرب العاصمة. وصرح وزير الحالات الطارئة سيرغي شويغو في مؤتمر صحافي "لحظنا في الساعات ال24 الاخيرة تراجعا في عدد الحرائق لكنه ليس مهما بما يكفي لاثلاج قلبنا". وساء الوضع في جنوب غرب روسيا فيما كان غرب البلاد ووسطها حيث اعلنت حال الطوارئ في سبع مناطق، الاكثر تعرضا للحرائق الناجمة عن موجة حر غير مسبوقة بدأت في مطلع تموز/يوليو بحسب شويغو. وتابع "اليوم ساء الوضع في منطقة روستوف (1200 كلم جنوبموسكو)، ويمكننا ان نلاحظ انتقال الحرائق جنوبا". واعرب الوزير عن الخشية من انتشار النيران الى مناطق تعرضت تربتها ونباتاتها الى الاشعاعات عند انفجار محطة تشرنوبيل النووية عام 1986. وقال "اننا نراقب الوضع من قرب في منطقة بريانسك" على الحدود مع اوكرانيا وبيلاروس لانه "في حال اندلع حريق هناك، فقد تتطاير المواد المشعة مع الدخان وقد تنشأ منطقة ملوثة جديدة". وارتفعت حصيلة الخسائر البشرية من 48 الى خمسين قتيلا بعد العثور على جثة في منزل محترق في منطقة نيجني نوفغورود (500 كلم شرق موسكو) ووفاة آخر في احد مستشفيات فورونيج (500 كلم جنوب شرق)، بحسب وزارة حالات الطوارئ. وقالت الوزارة انها تمكنت من "احتواء" الحريق الذي يهدد محيط المركز النووي في منطقة ساروف في نيجني نوفغورود، الذي اضطرت السلطات لاخلائه من مواد انشطارية ومتفجرة. واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس ان السلطات الفرنسية "مستعدة للاستجابة الى اي طلب مساعدة" بحسب بيان اصدره الاليزيه. وتملك فرنسا طائرات تضخ المياه على غرار ايطاليا التي ارسلت اثنتين الى روسيا. واعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن فرض حظر على صادرات القمح والمواد المشتقة من 15 اب/اغسطس الى 31 كانون الاول/ديسمبر بسبب انخفاض المحاصيل نتيجة موجة الحر والحرائق التي تضرب البلاد. واوضح بوتين في جلسة لمجلس الوزراء "ينبغي منع تضخم الاسعار داخليا وانقاذ الماشية" بالحفاظ على المراعي في الدولة الثالثة عالميا في تصدير الحبوب. وكلف رئيس بلدية موسكو يوري لوجكوف الادارة المحلية بتعزيز الاجراءات الامنية لمكافحة الحرائق في مباني العاصمة الروسية. وحشد نحو 162 الف شخص لمكافحة النيران في البلاد.