قدمت طهران شكوى رسمية الى الأممالمتحدة، أعربت فيها عن «احتجاجها الشديد» إزاء «تهديدات» رئيس أركان الجيوش الاميركية الأميرال مايك مولن الذي اكد أن خطط ضرب ايران جاهزة. وجاء في رسالة بعث بها المندوب الايراني لدى الاممالمتحدة محمد خزاعي الى الأمين العام للمنظمة الدولية والرئيس الدوري لمجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن «بعض المسؤولين الأميركيين وبعض نواب الكونغرس، يهددون ايران علناً باللجوء الى القوة، ما يُعدّ خرقاً فاضحاً للحقوق الدولية ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة». وأضافت الرسالة ان «ايران ضمن تجديدها لموقفها المبدئي بنبذ التسلح النووي من استراتيجيتها الدفاعية، تعرب عن احتجاجها الشديد على إطلاق المسؤولين الاميركيين تصريحات مماثلة غير مسؤولة وغير مبررة ضد الشعب الايراني، تحت ذرائع واهية»، مذكّرة بأن «الفقرة 51 من ميثاق الأممالمتحدة» تمنحها «حق الدفاع عن حقوق الشعب الايراني». في غضون ذلك، نشرت وكالة «اسوشييتد برس» رسالتين وجهتهما ايران الشهر الماضي الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين أشتون والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، معتبرة انهما يؤشران الى صعوبة تحقيق تقدم في المفاوضات حول الملف النووي لطهران، لدى استئنافها في ايلول (سبتمبر) المقبل. وذكرت الوكالة ان الرسالتين تتعلقان بجلستي محادثات، أولها بين ايران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا) في محاولة لاقناع طهران بوقف نشاطاتها النووية، والثانية ستحاول إحياء المفاوضات بين طهران و «مجموعة فيينا» (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا) في شأن اتفاق تبادل الوقود النووي المُبرم بين ايران وتركيا والبرازيل في ايار (مايو) الماضي. وفي رسالتها الى أشتون، تندد ايران بعرض وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي استئناف المفاوضات، بعد يوم على فرض مجلس الامن رزمة رابعة من العقوبات على طهران، معتبرة ذلك «مدهشاً»، كما وصفت العقوبات الاضافية التي فرضها الاتحاد والولاياتالمتحدة بأنها «أكثر إثارة للدهشة». وكتب ابرز المفاوضين النوويين الايرانيين سعيد جليلي في رسالته الى أشتون: «هذا النوع من السلوك غير مقبول بتاتاً». والرسالة الثانية تشدد على ان «الشروط غير العقلانية» التي فرضها الغرب، تعيق إجراء محادثات جديدة حول تبادل الوقود النووي. وتتهم الرسالة الموجهة الى أمانو والموقعة من علي أصغر سلطانية مندوب طهران لدى الوكالة الذرية، الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن بتسميم المناخ «من خلال فرض قرار آخر غير شرعي». ولفتت الوكالة الى ان الرسالتين تؤكدان استعداد ايران للحوار، لكن تلك الموجهة الى أشتون تحدد شروطاً تحدث عنها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، مثل تعهد الطرف الآخر انهاء «موقفه العدائي» وتجنب «أي شكل من الضغط او التهديد» وإعلان «موقف واضح إزاء الاسلحة النووية التي يمكلها الكيان الصهيوني». ونقلت «اسوشييتد برس» عن مسؤول غربي قوله ان «الايرانيين يقولون انهم يريدون عقد لقاء من دون شروط مسبقة، ثم يطرحون رزمة من الشروط المسبقة». كما قال ديبلوماسي من دولة عضو في الوكالة الذرية ان تركيا والبرازيل قد لا تسعيان الى المشاركة في أي مفاوضات، ومواجهة احتمال تقاسم الملامة مع ايران، اذا فشلا. الى ذلك، اعلن نجاد نية بلاده إرسال اول رائد ايراني الى الفضاء عام 2017، في ما اعتبره «حدثاً عظيماً سيغيّر المعادلات في العالم، لأنه يعني سيطرة ايران على الفضاء». وأشار نجاد الى قرب اطلاق قمر اصطناعي تجريبي للاتصالات «سيعمل لمدة سنة»، لافتاً الى ان طهران ستصنع خلال سنتين «صاروخاً من ثلاث طبقات» قادراً على حمل شحنة الى «ارتفاع الف كلم، ما يعني الخروج من الغلاف الجوي» للارض.