توصلت دراسة حديثة أجراها كل من الدكتور محمد السعيد والدكتور صالح الدوسري، بالتعاون مع كرسي أبحاث النخيل والتمور في كلية علوم الأغذية والزراعة التابعة لجامعة الملك سعود، إلى أن التمور في 8 أسواق في مدينة الرياض ملوثة ببقايا مبيدات تتجاوز أحياناً الحد الأعلى المسموح به دولياً 6 مرات. وأوضحت جامعة الملك سعود في بيان أمس، أن الدراسة التي حملت عنوان «مراقبة متبقيات المبيدات في التمور باستخدام جهاز تقنيات التحليل الكروماتوغرافي الغازي وطرق استخلاص مختلفة»، تمثلت في أخذ عينات من ثلاثة أصناف من التمور (خلاص، سكري، ونبوت سيف) وبذورها من ثماني أسواق محلية في مدينة الرياض، واستخلاص وتحليل متبقيات مبيدات الحشرات (الهيدروكربونية المكلورة، الفوسفورية العضوية والبيروثرويدات المصنعة)، ومتبقيات المبيدات الفطرية ومبيدات الأعشاب فيها. وأضافت أن الباحثين استخدما طرقاً سريعة وجديدة وأكثر كفاءة عن الطرق التقليدية في درس العينات وهي: طريقة الاستخلاص بالسائل فوق الدرجات الحرجة Supercritical Fluid Extraction (SFE، والاستخلاص بالمذيب باستخدام جهاز الميكروويف (Microwave Solvent Extraction (MSE، وجرى التحليل من دون تنقية وباستخدام جهاز كروماتوغرافيا السائل فوق الدرجات الحرجة (Supercritical Fluid (Chromatography SFC وجهاز كروماتوغرافيا الغاز (Gas Chromatography GC) مع كشافات مختلفة، مشيرة إلى أن كفاءة الاسترجاع لطريقة الاستخلاص بالسائل الحرج بلغت 99 في المئة وباستخدام جهاز الميكروويف 97 في المئة، وكان الاسترجاع لمستوى الكشف والتكرار المتحصل عليه يطابق الطرق القياسية لمستوى الكشف لهذه المبيدات. ولفتت إلى أن النتائج أظهرت أيضاً أن متوسط بقايا بعض مبيدات البيروثويدات ومبيدات الأعشاب والمبيدات الفطرية في التمور وبذورها أقل من الحدود القصوى المسموح بها، في حين كانت متبقيات اللندين، دايلدرين، دايميثويت، كلوربيريفوس وجميع متبقيات المبيدات الأكاروسية في عينات ثمار التمر تزيد على الحدود القصوى، مؤكدة خطورة هذه النتائج على التمور المسوّقة. وخلصت الدراسة إلى أن متبقيات مبيد الدايمثويت بلغت أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بالنسبة المسموح بها دولياً لمتبقيات المبيد، وكذلك مبيد الكلوربيرفوس، إذ كان مستوى متبقيات المبيد أكثر من 6 أضعاف مقارنة بالنسبة المسموح بها دولياً. وأظهرت وجود تركيزات عالية من مبيد الدايمثويت في بذور التمر التي تستخدم أحياناً علفاً لتغذية الحيوانات. واعتبرت أن هذه النتائج «تدل على تلوث ثمار التمور في أسواق الرياض التي أخذت العينات منها، ما يستوجب الحاجة إلى المزيد من المراقبة لمنع زيادة تركيز المبيدات». وشدد مشرف كرسي أبحاث النخيل والتمور في جامعة الملك سعود الدكتور صالح الدوسري على ضرورة متابعة متبقيات المبيدات في التمور من أجل سلامة المستهلكين، والتقيد بفترات التحريم لكل مبيد، والتوقف عن رش المبيدات على التمور بعد البدء في تلون التمور، مطالباً بضرورة متابعة مزارعي النخيل بشكل مستمر في المناطق كافة من مديريات الزراعة، وإرشاد المزارعين من أجل الحد من وجود مثل هذه المخالفات. وقال: «من الضروري تكثيف الحملات الإرشادية للاستخدام الآمن للمبيدات بين المزارعين وحثهم على استخدام المبيدات الآمنة والجديدة التي تتميز بقصر فترة التحريم، والتوقف عن استخدام المبيدات التقليدية القديمة، وذلك لوجود بدائل آمنة تتحلل بسرعة، كما أنه من الضروري التقليل من استخدام المبيدات ما أمكن وتطبيق طرق المكافحة الأخرى للحد من هذه التجاوزات الخطرة في التمور المسوّقة محلياً».