استبعد كبار المعلقين السياسيين في إسرائيل أن ينتهي الاجتماع المرتقب بين الرئيس باراك اوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الاثنين المقبل في البيت الأبيض، وهو الاجتماع الأول بينهما منذ انتخابهما لمنصبيهما، إلى فشل أو صدام علني إزاء الخلافات في وجهات النظر في كل ما يتعلق بدفع العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. واقتبس هؤلاء عن مصادر رفيعة في الإدارة الأميركية أن الرئيس الأميركي لن يمارس في هذا الاجتماع ضغوطاً على نتانياهو على خلفية رفض الأخير حل الدولتين، لكنه سيحمّله رسائل واضحة بالتصورات الأميركية ويمنحه أسابيع عدة ليعطي الرد عليها، وبناء لهذا الرد ستقرر الإدارة الأميركية كيفية التعاطي مع أركان الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وأكثرَ المعلقون الحديث عن أهمية «الكيمياء» التي ستنشأ أو لا تنشأ بين اوباما ونتانياهو، مشيرين إلى أن طبيعتها ستقرر مستقبل التعاون بين الزعيمين. ورأوا أن الأمر مرهون ليس في شخص نتانياهو ومهاراته البلاغية، إنما بموقفه من المطالب التي سيطرحها اوباما. ومن المفترض أن يطرح نتانياهو، الذي يغادر إسرائيل مساء اليوم، على مضيفه ملامح سياسة حكومته التي عكف على بلورتها منذ تسلمه منصبه الحالي قبل 45 يوماً. وتوقع المعلقون أن يكرر نتانياهو الادعاء بأن تدعيم الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية وتعزيز قوى الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وبناء مؤسسات السلطة هي شروط يجب أن تتحقق قبل الدخول في مفاوضات الحل الدائم، بالإضافة إلى الشرط المتفق عليه إسرائيلياً، حكومة ومعارضة، باعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل. وكتبت «معاريف» ان نتانياهو سيبرر لاوباما رفضه حل الدولتين بالقول إنه طالما بقيت إسرائيل مسيطرة على الضفة الغربية، فسيكون بمقدورها معالجة القضايا الأمنية، بينما في حال قيام دولة فلسطينية، فإن إسرائيل ستفقد السيطرة الميدانية على غرار ما حصل في غزة، وعليه سيطلب عدم التسرع في إنشاء الدولة الفلسطينية بل بدء بنائها «من أسفل إلى أعلى». وكتب المعلق السياسي في «هآرتس» أن نتانياهو سيشدد على مسامع الرئيس الأميركي أن حكومته ترى في الملف الايراني، وليس الفلسطيني، لب المشكلة في المنطقة، وسيبلغه أيضاً أنه بعد لقاءيه الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لمس توافقا في الرأي في شأن خطورة التهديد الايراني على المنطقة، وأن «هذا التوافق يوفر فرصة نادرة لدفع العملية السلمية مع الفلسطينيين من خلال اندماج العالم العربي فيها». وسيلمح نتانياهو إلى أن إسرائيل ستقبل التفاوض على مبادرة السلام العربية في حال انتزع منها البند المتعلق بعودة اللاجئين. من جهته، سيؤكد الرئيس الأميركي لنتانياهو أن حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الذي يحظى بإجماع دولي، يجب أن يقوم على أساس حل الدولتين، وان المجتمع الدولي يرى أن التقدم في المسار السلمي مع الفلسطينيين سيسهم في بناء الجبهة الإقليمية إزاء ايران، وأن على إسرائيل تنفيذ التزاماتها تجميد النشاط الاستيطاني وإخلاء البؤر الاستيطانية. وبحسب المعلق، فإن نتانياهو سيحاول استشراف «المقابل» الذي قد يتلقاه من واشنطن لقاء قبوله «حل الدولتين» ليتمكن من تسويقه داخل إسرائيل. في غضون ذلك، اظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «هآرتس» أن 57 من الإسرائيليين يرون أن على نتانياهو أن يبلغ الرئيس الأميركي قبوله مبدأ الدولتين، في مقابل 35 في المئة يعارضون ذلك. وأشار الاستطلاع، وآخر للقناة العاشرة، إلى تراجع شعبية نتانياهو.