قوبل الاعتداء الاسرائيلي على لبنان أمس، بادانة جامعة من القيادات السياسية اللبنانية ترافقت مع اتصالات محلية واقليمية ودولية. ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان «الخرق الاسرائيلي الجديد للقرار 1701 واجتياز الخط الازرق، والاعتداء على الممتلكات، وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة»، معتبراً أن «هذا العدوان الجديد هو برسم الاممالمتحدة والحريصين على وجوب احترام القرار 1701 وتطبيقه». وتلقى سليمان اتصالاً من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي دان الاعتداء الاسرائيلي «الذي يهدد السلام والاستقرار». واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل هذا الخرق ووجوب «التصدي لأي محاولة إعتداء اسرائيلية مهما كانت التضحيات، على أن تتم متابعة هذا الموضوع مع الجهات الديبلوماسية والدولية المعنية». وقال رئيس المجلس النيابي نبيه بري إن «العدو الاسرائيلي يؤكد في اعتدائه على لبنان والجيش، ناهيك بالخروق اليومية للقرار 1701، أنه التهديد الوحيد لا بل الأوحد لاستقرار لبنان وسيادته». وأضاف بري: «هذا الاعتداء الاسرائيلي هو رسالة واضحة ضد الجهد العربي الذي تقوده سورية والمملكة العربية السعودية لضمان الاستقرار في لبنان، وهو استهداف لكل جهد عربي لاعادة الاعمار وإزالة آثار العدوان في جنوب لبنان وخصوصاً جولة أمير قطر أخيراً مع اركان الدولة لتفقد مشاريع بلسمة جراح الجنوبيين». ودعا بري الذي كان ناقش التطورات مع سفير لبنان لدى واشنطن انطوان شديد، الحكومة الى «التقدم بشكوى عاجلة الى مجلس الامن لأن ما اقدم عليه العدو الاسرائيلي ينال من القرار 1701 ومن الجهد الدولي المبذول للتهدئة، ويرفع من نسبة التوتر في جنوب لبنان والمنطقة». وتابع برّي الموقف الناشئ عن العدوان الإسرائيلي الجديد على الجنوب والجيش اللبناني، فتشاور مع سليمان، كما أجرى إتصالاً بوزير الخارجية علي الشامي في شأن دعوته الحكومة لتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الامن. كما أجرى برّي إتصالاً بقهوجي، مشيداً ب «تصدّي الجيش الباسل للاعتداءات الاسرائيلية»، ومعزياً ب «الشهداء الذين سقطوا جرّاء هذه الاعتداءات». وتلقّى برّي اتصالاً هاتفياً من عمرو موسى مديناً الإعتداء الإسرائيلي، ومؤكداً التضامن مع لبنان. وكانت مناسبة للتشاور في المستجدّات على هذا الصعيد. وأجرى رئيس الحكومة سعد الحريري سلسلة اتصالات شملت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعمرو موسى، ورئيس الوزراء الاردني سمير الرفاعي ووزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو والأمم المتحدة وقيادة «يونيفيل» أشارت حصيلتها إلى أن «الامور تتجه نحو الهدوء ميدانياً مع استمرار المعالجات لمنع اي اعتداء اسرائيلي آخر على الجيش اللبناني او على سيادة لبنان، وضرورة التزام اسرائيل بتطبيق القرار 1701»، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي. وناقش الحريري مع المسؤولين الذين اتصل بهم «سبل مواجهة الاعتداء الاسرائيلي على الجيش اللبناني»، مشدّداً على «وجوب احترام إسرائيل لسيادة لبنان والتزامها بتطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملاً». وكان الحريري أجرى أيضاً سلسلة اتصالات بسليمان وقهوجي وقيادة «يونيفيل» لمتابعة مواجهة العدوان الاسرائيلي على الجيش اللبناني، وخرق اسرائيل الفاضح للقرار 1701. ودان الحريري «الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية والاعتداء على الجيش»، مطالباً قوات «يونيفيل» والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ب «الوقوف أمام مسؤولياتهم والضغط على اسرائيل لوقف عدوانها والكفّ عن انتهاكاتها وتطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملاً».