دعا تونسيون على شبكة الإنترنت إلى سحب الجنسية من المغنّي التونسي محسن الشريف وفنانين تونسيين آخرين شاركوا في حفلة في مدينة إيلات، وبين الداعين عدد كبير من الإعلاميين والأدباء والآلاف من المواطنين العاديين الذين ساءهم أن يغنّي فنان تونسي في إسرائيل. كما عبّروا عن سخطهم مما ورد في مقاطع فيديو تمّ توزيعها على شبكة الإنترنت وفيها يهتف الشريف بحياة «بنيامين نتانياهو»، ولعلّ هذا المقطع هو القطرة التي أفاضت الكأس لأنه ليس جديداً على بعض الفنانين التونسيين الغناء لليهود سواء في تونس أو فرنسا أو إسرائيل، ولكن، هذه المرة، كانت الضربة أقوى، كما عبر أحد المعلّقين، فالهتاف بحياة رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس أمراً قابلاً للمرور مرور الكرام بل اعتبره كثيرون جريمة وقضية أخلاقية وجب التدخل الرادع فيها. ووصف الشريف وزملاؤه الذين شاركوه الحفل عبر الانترنت بنعوت وكلمات جارحة واعتبروه «خائناً لبلاده وعروبته ودينه»، ودعا البعض إلى منعه من الغناء وإقصائه تماماً. أمّا الفنان فلم يتسنّ الاتصال به ويبدو أنه فضّل الصمت، غير أنه كان صرّح تصريحاً مقتضباً في صفحته على «فيس بوك» قال فيه أنه لم يكن يعرف من هو «نتانياهو» وأن موعد الحفلة حدد قبل سنتين تقريباً... والمشكلة كما يراها البعض أن الشريف في تصريحه أضر بنفسه حين أراد أن يدافع حيث إن عدم معرفته برئيس الوزراء الإسرائيلي يعتبر جهلاً غير مبرر لأن القضية الفلسطينية كانت وما زالت مركز الأخبار والأحاديث اليومية لدى كل العرب بمن فيهم التونسيون. وتفاعلت قضية المطربين التونسيين الذين غنّوا لليهود في إسرائيل بسرعة غير عادية. ويرى كثيرون أن ما أتاه فنانون تونسيون وتحديداً محسن الشريف وسليم البكوش وعبدالوهاب الحنّاشي ونور الدين الكحلاوي، يعدّ من قبيل التطبيع المباشر مع عدو تاريخي للعرب والمسلمين. وجاء في بيان نقابة المهن الموسيقية أنّها «ترفض التطبيع الثقافي والفني مع إسرائيل»، وطالبت النقابة السلطة التونسية المختصة منع أي فنان من السفر إلى إسرائيل، كما طالبت الموسيقيين والفنانين الامتناع عن هذا السلوك الذي يسيء لصورة الفنان التونسي وطالبت الشعب التونسي بمقاطعة الفنانين الذين ذهبوا ويذهبون إلى إسرائيل كموقف شعبي رادع... وفيما لم يصدر موقف واضح من وزارة الثقافة التونسية ولا من نقابة الصحافيين أصدرت نقابة كتّاب تونس بياناً أكدت فيه أنّها «تجدّد رفضها أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب بما فيها الأشكال الثقافية والفنية... وإذ تؤكّد أنّ هذه الشرذمة الضالة لا تمثّل إلا ذواتها الرخيصة، فإنها تذكّر بما ورد في لائحتها العامة التأسيسية من أنّ «الكاتب في مجالات الإبداع المختلفة لا يمكن أن يكون محايداً أو لا مبالياً، فمسؤوليته ومسؤوليّة قلمه الأدبيّة والإبداعية والأخلاقية تفرض عليه وجوباً الانخراط في حقول الصراع المختلفة ضدّ الهيمنة والظلم، مسانداً حق الشعوب في التحرّر من كلّ قيود الاستبداد والاستعمار». ومن جانب آخر دعا متصفحو الشبكة إدارة مهرجان قرطاج الدولي إلى إلغاء حفلة لسليم البكوش الذي سبق أن «تغنّى بالمعابد اليهودية وغنّى في احتفالات اليهود».