أكد الرئيس التنفيذي لشركة «فلوسيرف» الأميركية المتخصصة في صناعات المعدات النفطية لويس كلينغ أن مساعي الولاياتالمتحدة للاستغناء عن نفط الشرق الأوسط غير واقعية، وغير ممكنة حتى على المدى الطويل، مشيراً إلى أن ملايين السيارات التي تسير في شوارع الأميركية بحاجة إلى الوقود وهو متوافر في الدول المنتجة للنفط. وقال كلينغ ل «الحياة» خلال افتتاح مصنع «الرشيد - فلوسيرف» في المنطقة الشرقية أمس، إن الولاياتالمتحدة لا يمكنها أن تستغني عن النفط ولا بعد 40 سنة، موضحاً أن العلاقات مع السعودية بدأت مع النفط، وستستمر إلى أمد طويل جداً، ويقدر استهلاك أميركا النفطي من منطقة الشرق الأوسط حاليا بنحو 12 مليون برميل يومياً تمثل السعودية - أكبر مصدر نفطي في المنطقة والأكثر احتياطاً عالمياً - بين 18 و20 في المئة بينما يدخل نفط دول الخليج بنحو 5 في المئة من الاستيراد الأميركي يليها ليبيا، في الوقت الذي تعتمد فيه حالياً على نفط المكسيك وكندا بدرجة رئيسية. وقال: «نحن الآن، مجموعة فلوسيرف (ولاية دالاس الأميركية)، الشركة العالمية في تأمين خدمات ومنتجات التحكم بالسوائل للأسواق العالمية، ومجموعة الرشيد (الظهران، السعودية) نعلن افتتاح أضخم مرفق لتصنيع وصيانة واختبار المضخات في منطقة الشرق الأوسط». وأشار كلينغ إلى أن السعودية تعتبر من أفضل الأسواق العالمية، وتحظى بموثوقية لدى الجميع، مؤكداً أن العلاقات الاستراتيجية التي تجمع الشركات الأميركية، والشركات السعودية، ومن بينها «أرامكو» تأخذ مع استمرار الزمن تتوثق نحو شراكة حقيقية في مختلف المجالات. مضيفاً أن الاتفاق مع الرشيد يتخطى إنشاء مصنع إلى مشاركة في التكنولوجيا، بحيث يتم تزويد المصنع في المملكة بأحدث التكنولوجيا التي تتوصل إليها الشركة الأم بصورة مستمرة. وذكر أن أهمية إنشاء مرفق «الرشيد – فلوسيرف» من خلال توفيره القدرة على تقديم خدمة نوعية عالية الجودة لعملائنا في منطقة الشرق الأوسط، إذ إن خدمات المشروع، حجمه وإمكاناته ليس لهما نظير في المنطقة. وأضاف: «تفتخر فلوسيرف بشراكتها مع مجموعة الرشيد لإطلاق أحدث النظم التكنولوجية المبتكرة لخدمة عملائها في منطقة الخليج العربي التي تكتسب أهمية بالغة». من جانبه، قال رئيس مجموعة الرشيد عبدالله الرشيد إن مصنع «الرشيد - فلوسيرف» يعتبر أكبر مصنع من نوعه في المنطقة، وتعود ملكيته مناصفة 50 في المئة للشريكين السعودي والأميركي، مضيفا أن المشروع مصمم خصيصاً لتوفير الدعم لعملاء رئيسيين في السعودية، ودول الخليج. وقال: «بالتعاون مع فلوسيرف، سنعمل على توفير الدعم والمساندة لعملائنا للتحكم في عمليات التشغيل، الصيانة، والتكاليف المتعلقة بها». وأوضح أن المشروع جاء لتوفير الدعم لمجموعة من العملاء من قطاعات مختلفة تشمل النفط، والغاز، والبتروكيماويات، والطاقة، وتحلية المياه، والكيماويات والصناعات الأخرى. وأضاف أن كلفة المشروع تبلغ نحو 100 مليون دولار، إلا أن كلفة الجزء الأول منه والذي تم افتتاحه تبلغ 45 مليون دولار، مشيراً إلى أن المشروع في الخطط المستقبلية، يتضمن بناء مركز متخصص للتدريب على علوم الهيدروليك بقيمة 15 مليون ريال، وستكون من مهامه تدريب آلاف السعوديين العاملين في الشركات على مختلف التكنولوجيا في معدات المضخات، والتي هي بحاجة إلى عمالة فنية ماهرة في تشغيلها وصيانتها، وسيجهز المركز التدريبي الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، بفصول تعليمية مزودة بأحدث التقنيات، ووسائل التدريب والمختبرات الثابتة والمتحركة. فيما ستركز البرامج التدريبية على أساسيات نظرية الهيدروليك وأحدث النظم والمعايير في الخدمات التقنية والصيانة والتصليح. هذا إضافة الى الفرص التي سيتيحها المركز كالبرامج التخصصية في التدريب المهني. وذكر أن الشركة تعمل على أن يكون جميع موظفيها من السعوديين، والسعوديات، حيث سيتم توظيف سعوديات في الأجهزة الفنية الدقيقة والكومبيوتر، والبرمجة، وسيكون لهم مبنى مستقل يتناسب وعاداتنا وتقاليدنا. وأوضح أن المكون الرئيسي للمشروع يتمثل في أضخم وحدة في المنطقة لاختبار الهيدروليك، حيث سيجرى الاختبار الموثق وفقاً لمعهد النفط الأميركي والمقاييس الدولية بالنسبة إلى المضخات الأفقية والرأسية. وستتيح وحدة الاختبار للمستخدمين التأكد من أداء معداتهم أو تشخيص ومعالجة المشكلات فيها. من جانبه، قال نائب رئيس أرامكو السعودية لتطوير المشاريع الجديدة عبدالعزيز الجديمي إن أرامكو قامت بتوقيع عقد مع المصنع لمدة 10 سنوات، معتبراً أنه يشكل خطوة استراتيجية للمملكة. وأضاف أن «أرامكو» تدعم القطاع الخاص في مختلف المجالات، مؤكداً أنها كانت تشرف على المشروع منذ بدايته، وترى فيه خطوة مهمة لتطوير الصناعات النفطية المساندة التي تحتاج إليها.