أكدت منظمة التحرير الفلسطينية تمسكها بموقفها القاضي بضرورة توفير ضمانات قبل استئناف أي مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين، مثل تحديد المرجعية للمفاوضات ووقف الاستيطان في شكل تام، وأبقت الطريق مفتوحة أمام المزيد من الحوارات الأميركية الفلسطينية في شأن استئناف المفاوضات المباشرة، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن فرص نجاح المفاوضات غير المباشرة «قريبة من الصفر» في ظل المواقف الإسرائيلية. وقال مسؤولون فلسطينيون إن القرار النهائي من المفاوضات المباشرة لن يتخذ قبل انتهاء موعد المفاوضات غير المباشرة مطلع الشهر المقبل، نافين تقارير إسرائيلية عن قرب استئناف المفاوضات منتصف هذا الشهر. واستمعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس الى تقرير من الرئيس محمود عباس ورئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات حول الجهود والاتصالات الأخيرة الرامية لاستئناف المفاوضات، وآخرها زيارة ديفيد هيل مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميشتل أمس الى رام الله ولقاؤه الرئيس عباس. وأبلغ الرئيس الفلسطيني اللجنة أن ميتشل سيقوم بجولة جديدة في الأيام المقبلة، وانه سيبحث معه، وفق ما نقله له مساعده هيل، في مجموعة من الاقتراحات لتمهيد الطريق أمام المفاوضات المباشرة منها عقد اجتماع ثلاثي أميركي فلسطين إسرائيلي. وقال عباس أمام اللجنة أن فرص نجاح المفاوضات غير المباشرة في ظل تواصل الاستيطان وعدم وجود اتفاق على مرجعية تلك المفاوضات وأسسها وجدولها الزمني قريبة من الصفر. وأضاف انه أبلغ المسؤولين الأميركيين انه مع المفاوضات المباشرة التي تتوافر لديها شروط النجاح وليس تلك التي لا توفر لها إسرائيل سوى شروط الفشل. وقررت اللجنة التنفيذية للمنظمة عقد اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأسابيع المقبلة لمناقشة الجهود والضغوط التي يتعرض لها الجانب الفلسطيني للانتقال الى المفاوضات المباشرة. ويمثل المجلس المركزي، الذي يضم 126 عضواً، البرلمان المصغر لمنظمة التحرير في غياب البرلمان الكبير وهو المجلس الوطني المؤلف من أكثر من 730 عضواً. وقال ياسر عبد ربه أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن اللجنة ستضع المجلس المركزي في صورة التطورات والجهود والمواقف الدولية والإقليمية من المفاوضات. وأضاف في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع إن المفاوضات الناجحة تتطلب وقف الاستيطان، محذراً من أن العودة الى المفاوضات من دون وقف الاستيطان ستعيد تجربة المفاوضات السابقة التي قال انها «انتهت الى طريق مسدود». وأكد أن تحديد مرجعية المفاوضات ووقف الاستيطان هو الضمان الوحيد لنجاح المفاوضات السياسية المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ورحبت اللجنة التنفيذية بقرارات لجنة المتابعة العربية، التي «أكدت تطابق الموقف العربي والفلسطيني في ما يتعلق بعملية السلام والمفاوضات في المرحلة المقبلة». وأكدت اللجنة «ضرورة استناد هذه المفاوضات إلى مرجعية واضحة أساسها حدود عام 1967، والوقف التام لجميع النشاطات الاستيطانية، خاصة في القدسالمحتلة». وقال عبد ربه إن «موقف المنظمة من المفاوضات، والمطالبة بوضع مرجعيات لها ووقف الاستيطان بما في ذلك في القدسالمحتلة، هي ضمانات تكفل نجاح المفاوضات التي ستصبح من دونها عقيمة وسيحكم على فشلها قبل انطلاقها». واعتبر عبد ربه أن «المواقف الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته في شأن الاستمرار في الاستيطان في كل الأرض المحتلة، تستهدف تقويض الجهود الدولية الساعية إلى إطلاق مفاوضات ذات مضمون إيجابي وقابلة للنجاح». وأضاف إن «الحديث عن مفاوضات مباشرة من دون إرفاقها بالتزامات بالنسبة لوقف الاستيطان ووضوح مرجعيات العملية السياسية يستهدف أن تكون المفاوضات دائرة في فراغ تام وتلقى مصير العديد من الجولات السابقة التي وصلت إلى طريق مسدود». وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن عباس أطلع هيل على آخر مستجدات العملية السلمية والجهود المبذولة لتحريك عملية السلام، ونقلت «فرانس برس» عن مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه أن «الاجتماع ناقش مرجعية المفاوضات وجدول أعمالها والمدى الزمني للمفاوضات المباشرة، إضافة الى موضوع وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس». وأضاف: «إن اللقاء شكل تمهيداً للقاء ميتشل وعباس الأسبوع المقبل». وأوضح أن هيل بحث مع القيادة الفلسطينية في «التوقيت المناسب لانطلاق المفاوضات المباشرة»، مشيراً الى أن عباس «طالبه بالرد على رسالة وزراء خارجية لجنة المتابعة العربية الى الرئيس الأميركي باراك أوباما». وأشار المصدر الى أن الرجلين ناقشا أيضاً «مرجعية هذه المفاوضات ومصير استمرار الاستيطان»، موضحاً أن «هيل وعد بنقل ما جرى خلال اللقاء الى الإدارة الأميركية وميتشل للرد عليها».