ليس في الإمكان الحديثُ عن نشر التراث العربي الإسلامي في العصر الحديث من دون الوقوف عند صاحب المرتبة الأولى من حيث حجم التراث العربي المنشور، بما يقرب من ثلاثمئة مجلدٍ مطبوع، وهو شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحَرَّاني الدمشقي الحنبلي (ت 728ه). وليس الشأنُ في كمِّ التراث المنشور فحسب، بل في تأثيراته القوية الواسعة في الفكر الإسلامي من لدن عصره إلى يومنا هذا. وبحثنا هو استقراءٌ لتاريخ نشر هذا التراث العظيم، وما اشتمل عليه من دلالاتٍ وأبعادٍ تتعلَّق بالزمان والمكان، والتأثير والتأثُّر، وما أحدثه من جدلٍ وصخب، وأخذٍ ورَدٍّ، واستشرافٌ للسبلِ التي يمكننا من خلالها الإفادة من نتاجِ ابن تيمية العلميِّ الهامِّ والفاعل.