أفادت دراسة جديدة بأن العمل التطوعي قد يفيد الصحة العقلية لكن فقط بعد سن الأربعين. وقالت المشرفة على الدراسة من «معهد بحوث العلوم الإحصائية» في جامعة ساوثهامبتون فايزة تبسم، إن «هناك توافق عام على أن العمل التطوعي مفيد للجميع بغض النظر عن السن». وقالت تبسم إن «دراستنا تظهر أن العمل التطوعي قد يكون مرتبطاً بدرجة أكبر بتحسن الصحة العقلية في لحظات معينة من عمر الإنسان أكثر من غيرها». وأضافت أن النتائج يمكن أن تشكل سياسة الحكومة تجاه مشاركة كبار السن في الأنشطة التطوعية، الأمر الذي يمكنه تقليل الاعتماد على نظام الرعاية الصحية. وعكف الباحثون على دراسة ردود بالغين من خمسة آلاف أسرة بريطانية على استطلاع رأي، وأجاب المشاركون على أسئلة تتعلق بحالة الصحة العقلية والتطوع الرسمي. وقال حوالى 20 في المئة من المشاركين إنهم «قاموا بعمل تطوعي غير مدفوع الأجر»، وكان ذلك أكثر شيوعاً بين من تزيد أعمارهم عن 60 عاماً وبين النساء. وكانت إجابات الأسئلة التي تقيس حالة الصحة العقلية أفضل بين من قاموا بعمل تطوعي مقارنة مع من لم يقوموا بذلك، وكانت الأفضل بين من يتطوعون كثيراً حتى مع أخذ الوضع الاجتماعي ومستوى التعليم والطبقة الاجتماعية والحالة الصحية في الاعتبار. وقال الباحثون عبر موقع «بي أم جي أوبن» في الثامن من آب (أغسطس)، إنه عندما تم أخذ الباحثون عامل السن في الاعتبار ظهرت الصلة الإيجابية بين العمل التطوعي والسلامة العاطفية، لكن اعتباراً من سن الأربعين فقط. وأضافت تبسم «بالنسبة إلى الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن، فإن العمل التطوعي كانت له آثار مفيدة بسبب الأدوار الاجتماعية والصلات العائلية التي يرجح أنها تشجع العمل التطوعي في هذه المرحلة العمرية». وأوضحت أن الشخص الذي يقوم بعمل تطوعي تكون لديه إمكانات أفضل وشبكة معارف أوسع وسلطة أكبر ومكانة اجتماعية أعلى، وهذا بدوره يقود إلى حالة صحية أفضل بدنياً و عقلياً. وأضافت: «التطوع يمكن كذلك أن يوفر شعوراً بوجود هدف خصوصاً للذين فقدوا دخولهم، لأن التطوع يساعد عادة في الحفاظ على الشبكات الاجتماعية، ويحدث ذلك بين كبار السن الذين يعيشون في عزلة».