ألغى مدير الاستخبارات الباكستانية الجنرال أحمد شجاع باشا زيارة مقررة للندن، مع وفد من كبار ضباط جهازه، احتجاجاً على تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في نيودلهي قبل أيام، اتهم فيها إسلام آباد بتصدير الإرهاب إلى الهند وأفغانستان. وأعلنت الاستخبارات الباكستانية أن الوفد قرر إلغاء زيارته، احتجاجاً على موقف رئيس الحكومة البريطانية من باكستان وجهودها. وجاء في بيان رسمي للاستخبارات أن باكستان قدمت تضحيات وقتلى في الحرب على الإرهاب أكثر من أي من البلدان المشاركة في القوات الدولية في أفغانستان، إذ قتل في مواجهات مع الجماعات المسلحة أكثر من 2500 جندي باكستاني و30 مدنياً، وجرح 4 آلاف آخرين. وأوضح البيان أن قرار إلغاء زيارة لندن جاء بناء على طلب قيادة الجيش العليا وتوجيهها، ما يثير تساؤلات عن موقف المؤسسة العسكرية الباكستانية من آفاق التعاون مع بريطانيا والبلدان الغربية عموماً في الحرب على الإرهاب، في ظل الاتهامات المتزايدة، خصوصاً بعد أيام من نشر موقع «ويكيليكس» الإلكتروني الأميركي عشرات الآلاف من الوثائق التي سُرّبت من وزارة الدفاع الأميركية، عن تعاون الاستخبارات الباكستانية مع مقاتلي «طالبان» ضد القوات الأميركية في افغانستان. وأثارت تصريحات كامرون احتجاجات شديدة لدى الشارع الباكستاني، فاستدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال البريطاني وأبلغته احتجاج إسلام آباد. في غضون ذلك، بدا التباين كبيراً بين نظرة المؤسسة العسكرية والحكومة إلى تلك التصريحات، إذ أعلن الناطق باسم الرئاسة الباكستانية فرحت الله بابر أن زيارة الرئيس آصف علي زرداري المقررة للندن بعد غدٍ لن تتأثر بتصريحات كامرون ولن يتغير موعدها. وسيبدأ زرداري زيارة رسمية لفرنسا هي الثانية منذ توليه السلطة، يبحث خلالها الوضع الأفغاني وتزويد باكستان اسلحة والتعاون الأمني بين البلدين، على أن تعقبها زيارة للندن حيث يحضر الاجتماع السنوي لقيادات حزب الشعب الذي يرأسه. كما يلتقي كامرون الذي رفض إصدار بيان يعتذر عن الاتهامات التي وجهها إلى باكستان. على صعيد آخر (يو بي آي)، أكد رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني إن بلاده لن تساوم أبداً على برنامجها النووي. ونقلت صحيفة «داون» عن جيلاني قوله إن باكستان «دولة تتّسم بالوعي والتواضع، وعلى الولاياتالمتحدة أن تحترم مؤسساتها». وأضاف أن بلاده تثق به كرئيس حكومة، مشيراً إلى أن مهمته هي «تقوية شعب باكستان الذي يعاني الفقر، والتنمية سارية في كل المجالات المهمشة»، لافتاً إلى أن حكومته نفذت كل وعودها، ومنها إعادة الاعتبار للدستور.