هدّد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بطرد مسؤولين من مناصبهم إذا لم يتم إخماد حرائق الغابات ومحاصرة نتائجها الكارثية، بعدما أودت بحياة عشرات الاشخاص. وكانت النيران التهمت آلاف المنازل في ضواحي موسكو. وبدا «الرجل القوي» في روسيا، كما تصفه الصحافة الغربية، يحاول ألا يبدو بمظهر العاجز أمام هجوم الحرائق الذي سببته موجة حر غير مسبوقة تجتاح روسيا منذ اسابيع. ومع تزايد الانتقادات لتراخي الحكومة في مواجهة ألسنة اللهب التي أتت على قرى بأكملها في محيط موسكو ومدن عدة ، وضع بوتين المسؤولين في حكومته أمام خيارين كلاهما صعب، فإما القضاء في أسرع وقت على الحرائق أو طردهم من مناصبهم. وكان هجوم النيران العنيف المتواصل منذ ايام، طاول مساحات شاسعة من الغابات في مناطق مختلفة، واعلن مصدر أمني أمس، أن في ال 24 ساعة الماضية وحدها احترق 900 منزل وقتل ثمانية أشخاص، وأصيب 34 آخرون. وأوضح المصدر أن أكثر المناطق تضرراً اضافة الى ريف العاصمة موسكو، مقاطعتا نيجني نوفغورود وفورونيج في وسط وجنوب الشطر الأوروبي من روسيا اذ اكلت النيران هناك مئات المنازل وشردت آلاف المواطنين. وأضاف المصدر أن عشرات المنازل احترقت في موسكو، مؤكداً أن الوضع «مقلق للغاية والسيطرة على ألسنة النار لم تتحقق». وبعد ظهر امس، أعلنت حالة الطوارئ في عدد من المناطق التي ارتفعت نسبة الحرائق فيها وباتت تهدد قرى بكاملها. وعمدت السلطات خلال اليومين الماضيين الى اجلاء آلاف العائلات الى أماكن آمنة، لكن المخاوف من امتداد مساحة النيران لم تتراجع على رغم التدابير المتخذة. واضطر بوتين مع تصاعد الانتقادات الى رفع سقف التعويضات عن خسائر المواطنين من 50 ألف روبل (1500 دولار) لكل عائلة أكلت النيران منزلها الى 200 الف روبل. وفي الحالين اعتبر المتضررون أن المبلغ ضئيل. وكان الرئيس ديمتري مدفيديف وجد في مشكلة الحرائق مدخلاً جديداً لتأكيد سلطته في مقابل «زعيم الأمة» فوجه انتقادات إلى آداء الحكومة وطالبها بتحرك عاجل لمحاصرة الموقف، وطلب المساعدة من وزارة الدفاع لاخماد الحرائق، وتقديم تقويم لمجمل الخسائر التي تكبدها المواطنون والبلاد في اسرع وقت. واتصل ببوتين طالباً منه التحرك بشكل أقوى، كما اعترف بأن «الوضع صعب جداً ونحن لم نكن مهيئين لكارثة بهذا الحجم». وتعهد بتوفير امكانات أوسع لمواجهة حالات من هذا النوع في المستقبل. وتشهد روسيا منذ اسابيع اعنف موجة حر في تاريخها أصابت قطاعات واسعة بخسائر جمة، ولقي بسببها مئات الاشخاص حتفهم وشلت مرافق عدة في البلاد. وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية أمس، أن حرارة الجو سجلت رقماً قياسياً جديداً في موسكو حين ارتفعت إلى مستوى 38.2 درجة مئوية في الظل.