كابول – رويترز، أ ف ب – أكد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، قدرة الحلفاء الغربيين على ضرب قواعد «طالبان» خارج بلاده، في إشارة الى باكستان التي اتهمت وثائق عسكرية أميركية سرية مسرّبة أجهزة استخباراتها بالتورط مع حركة «طالبان» الأفغانية. لكنه سأل عن مدى رغبة الحلفاء في فعل ذلك، فيما أعربت باكستان عن خيبتها من قول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في الهند إنها «تصدِّر الإرهاب»، مؤكدة أن تصريحاته «لا تعكس الحقائق على الأرض». وقال كارزاي في مؤتمر صحافي في كابول: «الحرب ضد الإرهاب ليست في قرى أفغانستان أو منازلها، ويجب أن تدور في بؤر ومراكز التمويل وقواعد تدريب الإرهاب الموجودة خارجها. حلفاؤنا الدوليون قادرون على ذلك، ولكن لا شيء يحصل حيث الخطر الحقيقي». واعادت الوثائق الأميركية السرية التي نشرها هذا الأسبوع موقع «ويكيليكس» المتخصص في الاستخبارات، مسألة دعم إسلام آباد لحركة «طالبان» سراً إلى الواجهة، ما دفع مجلس الأمن القومي الأفغاني الى اعتبار أن «الولاياتالمتحدة أخفقت في مهاجمة أنصار طالبان المختبئين في باكستان، خلال تسع سنوات من الصراع». وغداة استخدام رئيس الوزراء البريطاني خلال زيارته الهند، التسريبات لتحذير إسلام آباد من «تصدير الإرهاب»، أسف الناطق باسم الخارجية الباكستانية عبد الباسط لتصريحات كامرون التي «تستند الى وثائق مضللة وخالية من الأدلة» . ووصف هذه التصريحات بأنها «حزينة»، داعياً الى عدم إثارة ضجة بلا مبرر حول التسريبات «لتفادي حال من التشتت، خصوصاً ان المجتمع الدولي يعترف بجهود باكستان في مكافحة المتشددين المرتبطين بطالبان وتنظيم القاعدة». وفي مقال نشرته صحيفة «ذي غارديان»، كتب السفير الباكستاني لدى بريطانيا واجد شمس الحسن: «اختار كامرون تجاهل الدور الكبير لباكستان في الحرب على الإرهاب، معتمداً على تسريبات استخباراتية تفتقد الصدقية والأدلة». وقال ان «زيارة كامرون للهند والتي هدفت الى تشجيع الاستثمارات والمبادلات التجارية، كان ممكناً حصولها من دون إلحاق ضرر باحتمالات السلام في المنطقة»، علماً ان كامرون سيلتقي الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في لندن الأسبوع المقبل. على صعيد آخر، عثرت قوات الحلف الأطلسي (ناتو) على جثة الجندي الأميركي الثاني الذي فقد في ولاية لوغار، إثر مكمن نصبه مقاتلو «طالبان» الجمعة الماضي، وذلك بعد إيجاد جثة زميله الأحد الماضي. ولا يزال جندي أميركي آخر أسيراً لدى «طالبان» منذ أكثر من سنة.