أمال عقالاً وضعه فوق رأسه بعد أن خلع حلّة «البنجابي»، واستعان بمخزون لغوي تحصل عليه من سنوات عمله في العاصمة (الرياض)، ليقنع كل من يستوقفهم بأنه «سعودي» تعرض للسرقة أثناء قدومه إلى مكة لأداء شعيرة العمرة، خصوصاً أن لسانه يلوك «اللهجة المحلية» بطلاقة!. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إطلاقاً، إذ عمد إلى «تجنيد» ثلاثة من بني جلدته في عصابة التسول التي شكلها أخيراً، أوكل لاثنين منهم أدوار نسوة العائلة «المسروقة» وكساهم بعباءات نسائية، بينما ألبس الثالث زياً سعودياً، ليلعب دور الشقيق الصامت، في إطار سعيه إلى إضفاء لمسة درامية تستثير كل من يستجديهم ويتسول منهم المال في طرقات العاصمة المقدسة. ولم يخطر ببال «زعيم العصابة» أن الفرق الأمنية التابعة لشرطة العاصمة المقدسة ستكتب البارحة الأولى الفصل الأخير من مسرحية عصابة المعتمرين المتسولين، إذ ألقي القبض عليه وأعوانه الثلاثة بعد رصد تحايلهم على المواطنين، وتسولهم الماء بطريقة غير مشروعة. وعلى الصعيد الرسمي، كشف الناطق الإعلامي المكلف في شرطة العاصمة المقدسة الرائد زكي الرحيلي إلقاء القبض على أفراد العصابة كافة (أربعة باكستانيين) في حي «العزيزية» في مكةالمكرمة، بعد تخصصهم في التسول منتحلين صفة معتمرين سعوديين يحتاجون مالاً يعيدهم إلى الرياض بعد تعرضهم للسرقة. وأكد أنه عثر بحوزتهم على سيارتين وهاتفين خلويين، وثلاث بطاقات بنكية، ومبلغ مالي. وأشار إلى إحالتهم مع المضبوطات إلى مركز شرطة «العزيزية».