وقعت «أرامكو السعودية»، أمس 6 عقود مع مقاولين محليين ودوليين لإتمام أعمال الهندسة والشراء والإنشاءات التفصيلية لمشروع مصفاة التصدير في ينبع الصناعية، وأكدت شركة البحر الأحمر للتكرير التي ستضطلع بمسؤولية تنفيذ وتشغيل هذا المشروع أن 70 في المئة من القيمة الإجمالية للمشروع سيتم إنفاقها داخل المملكة، فيما تقدر الكلفة الكاملة للمشروع نحو 6.6 بليون دولار. وتم إرساء مقاولات الهندسة والشراء والإنشاء الخاصة بوحدات المعالجة الرئيسية على كل من شركة تكنيكاس ريونيداس (إسبانيا) لوحدة التكويك، وشركة الخدمات السعودية (السعودية) للأعمال الكهربائية عالية الفلطية، وشركة إس كيه إنجنير آند كونستركشن (كوريا الجنوبية) لأعمال الزيت الخام، ودايم بونج لويد (السعودية) لخطوط الأنابيب خارج الموقع، ودايلم (كوريا الجنوبية) لأعمال البنزين ووحدة التكسير الهيدروجيني، وراجح المري (السعودية) لتغيير موقع خط الأنابيب في الموقع، وإنبي (مصر) لأعمال ساحات الخزانات. ولم تعلن الشركة عن قيمة العقود التي تم توقيعها إلى أن تقديرات أولية كانت أشارت إلى أن كلفة الحزم الرئيسية في المشروع على النحو التالي: وحدة الكوكر 1.2 بليون دولار، ووحدة الزيت الخام 970 مليون دولار، ووحدة الغازولين 2.3 بليون دولار، ووحدة تكسير الهيدروجين 1.2 بليون دولار، ووحدة الخزانات 900 مليون دولار. وأفاد فريق إدارة المشاريع أن هناك العديد من مجموعات الأعمال المتبقية التي سيتم إرساؤها خلال الأشهر القليلة المقبلة. وكان فريق إدارة المشروع قد أرسى أوائل هذا العام مقاولة أعمال إعداد الموقع على مؤسسة عبدالرحمن الشلوي لضمان جاهزية الموقع لمقاولي الهندسة والشراء والإنشاء في مرحلة الإنشاء. وقال المدير التنفيذي لتطوير الأعمال الجديدة في أرامكو السعودية معتصم المعشوق إن توقيع هذه المقاولات يمثل مرحلة بالغة الأهمية لمشروع مصفاة التصدير في ينبع، ويمهد الطريق أمام الكثير من الأنشطة الرئيسية الأخرى في منطقة ينبع. ويعد مشروع مصفاة التصدير في ينبع أحد المشاريع العديدة التي تضطلع بها أرامكو السعودية وشاهداً على التزامها بتلبية الطلب العالمي على الوقود في المستقبل، إذ تعمل الشركة حالياً ضمن استراتيجيتها بعيدة المدى، على تنفيذ استثمارات في مجال التكرير والمعالجة والتسويق بعد برنامج التنقيب والإنتاج الذي نفذته والذي أدى إلى زيادة طاقتها الإنتاجية من الزيت الخام إلى 12 مليون برميل في اليوم. ويتضمن هذا المشروع إنشاء مصفاة جديدة في مدينة ينبع الصناعية على مساحة تبلغ نحو خمسة ملايين ومائتي ألف متر مربع، تقوم بمعالجة 400 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الثقيل لتنتج 90 ألف برميل في اليوم من البنزين و 263 ألف برميل في اليوم من الديزل ذي المحتوى الكبريتي بالغ الانخفاض و 6300 طن متري في اليوم من فحم الكوك و 1200 طن متري في اليوم من الكبريت. ومن المقرر أن تستخدم المصفاة الجديدة مرافق أرامكو السعودية الموجودة حالياً لاستلام الزيت الخام وتصدير المنتجات المكررة، وستضم وحدات معالجة ومنافع وأنابيب توصيل وما يرتبط بذلك من مرافق لتخزين اللقيم والمنتجات المكررة، إلى جانب مرافق خارج الموقع حسبما يلزم لدعم التشغيل الآمن والفعال للمصفاة. ويأتي توقيع مقاولات الهندسة والشراء والإنشاء تتويجاً لجهود بدأت في يناير 2006 عندما بدأ فريق العمل إعداد المواصفات الأساسية والأعمال الهندسية الأولية والبدء في عملية اختيار المقاول ومانحي تراخيص تقنيات المعالجة. وقال كبير الإداريين التنفيذيين الرئيس المكلف بشركة البحر الأحمر للتكرير فهد الهلال: «لقد قطعنا شوطاً طويلاً في ضمان الريادة لمشروع ينبع في تحقيق إنجازات ستكون هي الأولى من نوعها للمملكة في مجالات الأعمال الهندسية التفصيلية وتنمية الموارد البشرية ودعم الشركات المحلية العاملة في مجال تصنيع المعدات والمواد، إذ إن نحو 70 في المئة من القيمة الإجمالية للمشروع سيتم إنفاقها داخل المملكة». وأكد الهلال التزام المشروع بالاعتماد على الموردين والمصنعين المحليين، «اشترطنا أن يتم تنفيذ أكثر من مليون ساعة عمل من الأعمال الهندسية التفصيلية في المملكة، وه`ذا يتضمن تنفيذ كامل الأعمال الهندسية التفصيلية لوحدة استخلاص الكبريت بالمصفاة في المملكة، علماً بأن هذه الوحدة ستكون وحدة المعالجة الرئيسية الأولى من نوعها بهذا الحجم التي يتم تنفيذها بالكامل داخل المملكة، إضافة إلى أنه سيتم تنفيذ العديد من المقاولات المبرمة بنظام تسليم مفتاح بمبلغ إجمالي مقطوع داخل المملكة تغطي خطوط الأنابيب الطويلة وأعمال الاتصالات والأعمال الكهربائية، كذلك العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من قوة العمل السعودية خلال مرحلتي الأعمال الهندسية التفصيلية والإنشاء». وأكد الهلال أن مقاولي الهندسة والشراء والإنشاء الدوليين الفائزين ملتزمون بتوظيف وتدريب العديد من المهندسين السعوديين في مجالات المعالجة والهندسة الميكانيكية في مكاتبهم المنتشرة في جميع أنحاء العالم خلال مرحلة الأعمال الهندسية التفصيلية، مضيفاً أن من بين أهدافنا الرئيسية تطوير الكوادر المهنية من شباب المملكة والمساعدة في نقل التقنية إلى المملكة وتحقيق أعلى مستوى للمكون المحلي في جميع السلع والخدمات المستخدمة في المشروع. ومن المتوقع أن يحقق مشروع ينبع العديد من الفوائد الاقتصادية منها الفرص التجارية للشركات المحلية وإيجاد فرص العمل الجديدة، علماً بأن كل فرصة عمل جديدة يوجدها المشروع تؤدي إلى إيجاد ما يتراوح بين خمس إلى ست فرص عمل غير مباشرة.