قصفت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية أهدافاً تابعة لتنظيم «داعش» بقذائف المدفعية أول من أمس، في إطار توغلها في اتجاه وسط مدينة سرت سعياً إلى استعادة المدينة من قبضة المتشددين. وتقدمت القوات الليبية بسرعة في معقل التنظيم المتشدد في ليبيا في أيار (مايو) الماضي، لكنها واجهت مقاومة من القناصة والانتحاريين والألغام الأرضية مع اقترابها من وسط المدينة. وبعد فترة من الهدوء الأسبوع الماضي، شنّت القوات التي تدعمها الحكومة هجوماً على جبهات عدة بعد قصف مواقع تابعة ل «داعش» بقذائف المدفعية والضربات الجوية. وقالت الكتائب التي تتألف في شكل أساسي من مقاتلين من مدينة مصراتة (غرب) في بيان إنها استولت على فندق على خط المواجهة الشرقي يستخدمه قناصة «داعش» وسيطرت كذلك على جزء من حي الدولار. وقال ناطق باسم تلك القوات إن أكثر من 300 مقاتل من الكتائب قُتلوا وأُصيب أكثر من 1300 منذ بداية الحملة على سرت في أيار. من جهة أخرى، حذرت الأممالمتحدة أمس، من أن النزاعات العسكرية الدائرة في ليبيا تؤثر في فرص حوالى 279 ألف طالب في الحصول على التعليم بسبب تعطيل الدراسة في 558 مدرسة في أنحاء متفرقة من البلاد الغارقة بالأزمات الأمنية والسياسية. واعتبر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير أن البيانات الصادرة عن قطاع التربية والتعليم في ليبيا ترسم «صورة مثيرة للقلق في شأن إمكانية الحصول على التعليم». وتعطل العمل في هذه المدارس بسبب الأضرار «الجزئية أو الكلية» التي لحقت بها نتيجة الصراعات العسكرية السابقة والحالية، بينما تحولت أعداد كبيرة منها في مدن مختلفة إلى «ملاجئ لإيواء النازحين ما يمنع الأطفال من دخولها». وأغلقت غالبية المدارس في بنغازي أبوابها منذ بداية الحرب فيها منذ سنتين، وتضررت بعضها نتيجة المعارك بينما تحولت مدارس أخرى إلى مساكن للنازحين الهاربين من مناطق الاشتباك. وفي نهاية العام الماضي، أُعيد فتح أبواب حوالى 70 مدرسة من أصل 254. أما في الغرب، فتسببت سيطرة «داعش» على سرت في حزيران (يونيو) 2015 والحرب التي تشهدها حالياً بنزوح أكثر من 90 ألف نسمة من سكان هذه المدينة، أي ما يمثل أكثر من ثلاثة أرباع مجموع سكانها البالغ عددهم 120 ألف نسمة. ولجأت الغالبية العظمى من النازحين إلى 15 موقعاً في مدن مجاورة بينها بني وليد وترهونة ومصراتة والجفرة التي فتحت كلها أبواب مدارسها أمام العائلات النازحة من سرت الأمر الذي صعّب حصول الطلاب على التعليم فيها. وحذر تقرير الأممالمتحدة من أن تزايد أعداد النازحين يدفع نحو «تدهور سريع» في «المياه وأوضاع المرافق الصحية في أماكن الإيواء» بينما «تواجه المستشفيات نقصاً في الأسرّة والإمدادات الطبية اللازمة لإغاثة الأعداد المتزايدة من المرضى».