أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن الإسلام «يحتاج إلى فهم صائب ونظر ثاقب في الوقت الذي جهل فيه بعض المسلمين حقائق الإسلام في عنايته بالعقيدة والتوحيد والإيمان ولزوم السنة ومنهج الوسط والاعتدال والنظر في مقاصده ومآلاته وتطبيقاته المعاصرة في كل ما من شأنه إعزاز الفهم الصحيح للإسلام في الوقت الذي شوه فيه الإسلام بين طرفين طرف الغلو والتطرف والإرهاب وطرف الجفاء والتفريط». وقال السديس في كلمته أمام مجلس أمناء المركز الثقافي الإسلامي أمس في لندن: «إن فهم الإسلام الصحيح بمعناه الشامل الكامل هو صمام الأمان وطوق النجاة من الفتن المعاصرة وما أحوج المسلمين اليوم إلى اجتماعهم على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام بفهم سلف هذه الأمة مع النظر في الاستفادة من مكتسبات العصر ومقدراته ووسائله في الدعوة إلى المقاصد العظيمة في حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال، التي جاءت الشرائع السماوية كلها برعايتها وتكميلها». وشدد على أن المسلمين في بلاد الغرب «يحتاجون إلى أن يكونوا أكثر اعتصاماً واجتماعاً، وإلى أن تكون نظرتهم شمولية سامية على المؤثرات الشخصية والنظرات الضيقة، التي تجعل إطار العمل في مفهومه الشاسع والواسع يتسامى عن الدعوة إلى فرد أو إلى جمعية بقدر ما هي دعوة إلى الإسلام الحق في اجتماع كلمة المسلمين، وإن اختلفت مذاهبهم الفقهية أو وسائلهم الدعوية». وأعرب عن أسفه على تشويه «صورة الإسلام اليوم من مجموعات جهلت حقائقه وقل فقهها في مقاصده فاتخذت العنف طريقاً وسلماً وسعت إلى سفك الدماء المعصومة من تفجير وقتل، ما يتطلب مسؤولية كبرى على أهل الإسلام من القادة والمسؤولين، وعلى علماء الشريعة ودعاتها ورؤساء المراكز الإسلامية واجب كبير في بيان حقائق الإسلام في مثل هذه التصرفات وعدم إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام لأن التطرف موجود في مجتمعات وشرائع أخرى بسبب تصرف بعض أفرادها والمنتسبين إليها ولا يحمل خطأ الأفراد على الثوابت والأصول والمبادئ». ودعا إلى توضيح الصورة المشرقة للإسلام وأن يمثله المنتسبون إليه في هذه المجتمعات خير تمثيل وأن يكونوا خير سفراء لقيمهم ومبادئهم السمحة لأن الإسلام برحمته ووسطيته واعتداله وتعايشه وقيامه بالحقوق والواجبات للمسلمين وغير المسلمين. وأشاد بالجهود التي تبذلها المؤسسات والمراكز الإسلامية في حفظ الهوية الإسلامية وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم وحثهم على العناية ببذل الجهود في المحافظة على الهوية الإسلامية، وبخاصة في خضم الأزمات والتحديات التي تصيب الأمة الإسلامية وهذه المجتمعات. كما تقدم بالشكر إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد، ولسفارة خادم الحرمين الشريفين، وفي مقدمها الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز.