تراجعت أسعار النفط الخام في العقود الآجلة أمس لتواصل الخسائر الكبيرة التي منيت بها في الجلسة السابقة مع إعادة تقويم المستثمرين لبيانات أميركية تبرز التخمة في المعروض فضلاً عن ارتفاع صادرات الخام العراقية. وبدأت تخمة معروض النفط العالمي في الانحسار لكن استعادة التوازن في السوق يستغرق فترة أطول مما توقعها كثيرون في ظل الكميات الضخمة المخزنة في الصهاريج والناقلات. وانخفض سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» 13 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 46.07 دولار للبرميل بعدما أغلق منخفضاً 2.1 في المئة في الجلسة السابقة. ويتجه «برنت» إلى تكبد خسارة أسبوعية تزيد نسبتها على ثلاثة في المئة. ونزل سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 25 سنتاً أو 0.6 في المئة إلى 44.50 دولار للبرميل بعدما أنهى الجلسة السابقة منخفضاً 2.2 في المئة. وساهم تراجع الدولار في دعم أسعار النفط التي سجلت ارتفاعاً في وقت سابق من الجلسة. ونزل الدولار أمام سلة من العملات ما يجعل السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية مثل النفط أقل تكلفة على حائزي العملات الأخرى. وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في وقت سابق هذا الأسبوع ان الإنتاج الأميركي يتراجع إلا ان مخزونات الخام تبلغ مستويات مرتفعة تاريخية بوصولها إلى 519.5 مليون برميل في هذا الوقت من السنة. وزاد إجمالي مخزونات الخام والمنتجات النفطية في الولاياتالمتحدة بواقع 2.62 مليون برميل إلى مستوى غير مسبوق يبلغ 2.08 مليار برميل مع ارتفاع مفاجئ في مخزونات البنزين بلغ 911 ألف برميل خلال موسم الصيف الذي يزيد فيه الاستهلاك. وفي الشرق الأوسط أفادت بيانات تحميل ومصدر بالقطاع إلى ان صادرات النفط العراقية تتجه للارتفاع في تموز (يوليو) بما يضع إمدادات المعروض من ثاني أكبر منتج في أوبك على مسار النمو من جديد بعد انخفاضها على مدى شهرين. وبلغ متوسط صادرات النفط من جنوبالعراق في أول 21 يوماً من تموز 3.28 مليون برميل يومياً وفق بيانات التحميل التي ترصدها وكالة «رويترز» ومصدر بالقطاع. ويزيد ذلك على متوسط حزيران (يونيو) الذي بلغ 3.18 مليون برميل يومياً. وقال ناطق باسم وزارة النفط العراقية ان بلاده صدرت شحنة حجمها 24 ألف قدم مكعبة من مكثفات الغاز هي الرابعة منذ آذار (مارس) وأخرى حجمها 1600 طن من غاز البترول المسال أمس من ميناء أم قصر في جنوبالعراق. وصدر العراق العضو في «أوبك» أولى شحناته من غاز البترول المسال هذا الشهر في إطار استراتيجية الحكومة الرامية لتعزيز إيرادات صادرات الخام التي تشكل معظم إيرادات البلاد في ظل هبوط أسعار النفط العالمية. وتجمع «شركة غاز البصرة» الغاز الطبيعي المصاحب للنفط من حقول جنوبالعراق وتقوم بمعالجته لاستخدامه في الأساس في تشغيل محطات الكهرباء وأغراض الطهو في السوق المحلية.