توقع وزير السياحة السوري سعدالله آغة القلعة، أن يصل عدد السياح في سورية هذه السنة إلى 9 ملايين وأن يبلغ إنفاقهم نحو 8 بلايين دولار، مع العلم أن عدد السياح بلغ العام الماضي ستة ملايين أنفقوا نحو 5.2 بليون دولار. وأكد أن المنتج السياحي في سورية قادر على المنافسة بقوة، وان معدل نمو السياحة فيها خلال النصف الأول من السنة الحالية، يعد من المعدلات الأعلى في العالم. وتؤكد إحصاءات وزارة السياحة، أن عدد السياح ارتفع من 2.4 مليون في النصف الأول من العام الماضي إلى 3.9 مليون خلال الفترة ذاتها من السنة الحالية بزيادة 63 في المئة. وتفيد أن عدد السياح الأردنيين زاد 93 في المئة واللبنانيين 89 في المئة والإيرانيين 141 في المئة والأتراك 175 في المئة والعرب الآخرين 49 في المئة والأوروبيين 96 في المئة. وقال القلعة في حديث إلى «الحياة»: «لا يمكن أن نكمل السنة بزيادة 63 في المئة، لأنها نسبة عالية جداً وربما تكون من بين الأعلى في العالم، ولكن ربما تتكوّن نسبة بين 45 و50 في المئة». وعزا القلعة سبب ازدياد السياح إلى النجاحات التي حققتها السياسة الخارجية السورية وإلغاء تأشيرات متبادلة بين سورية وكل من تركيا وإيران، والى عودة العلاقات الطبيعية بين سورية ولبنان وإلغاء الرسوم على العربات والسيارات بين سورية والأردن. وقال: «كثفنا الجهود الترويجية في أوروبا تحديداً وفي تركيا ودول الخليج، ما كان له أثر على ازدياد السياح الوافدين». وأكد القلعة أن المنتج السياحي في بلاده قادر على المنافسة بقوة، وان السياحة السورية حققت نمواً بمعدل 12 في المئة في خضم أزمة المال العالمية «وهو من أعلى المعدلات المسجلة في العالم، إذ حققت 37 دولة فقط من 181 العام الماضي، نمواً تجاوز الصفر في القدوم السياحي». وبيّن أن الإنفاق السياحي ارتفع من 86 بليون ليرة (1.83 بليون دولار) في النصف الأول من العام الماضي إلى 170 بليوناً خلال الفترة ذاتها هذه السنة «وهذا دليل على أن أمكنة الإنفاق أصبحت أكثر». ولفت إلى أن متوسط إنفاق السائح الذي يقيم 10 أيام في سورية ارتفع من 500 دولار عام 2005 إلى أكثر من 900 دولار هذه السنة. وقال: «نسعى إلى زيادة الإنفاق عبر إغناء المنتج السياحي بنشاطات أكثر». وأعلن القلعة أن معدل النمو السياحي خلال السنوات الأخيرة بلغ 15 في المئة، لكنه تراجع إلى 12 العام الماضي بسبب أزمة المال العالمية. وهو ترافق مع ازدياد في الاستثمارات السياحية. وقدّر تكلفة المنشآت التي دخلت الخدمة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، ببليون دولار، والمنشآت قيد الإنشاء بأكثر من 6 بلايين دولار، وتكلفة المنشآت القائمة من مطاعم وفنادق ومنتجات بنحو 4.5 بليون دولار. ولفت إلى أن التحدي الجديد الذي يواجه وزارته، النمو العالي في القدوم السياحي الذي «يفرض علينا ضرورة الإسراع في إدخال المنشآت والفنادق قيد الإنشاء، في الخدمة». وتشير إحصاءات وزارة السياحة إلى أن عدد المنشآت التي دخلت الخدمة في النصف الأول من العام الماضي 58 بتكلفة 1.7 بليون ليرة، من بينها خمسة فنادق في مقابل 132 منشأة بتكلفة 5.6 بليون ليرة للفترة ذاتها من هذه السنة من بينها 31 فندقاً. وعزا القلعة الزيادة في عدد الفنادق إلى مؤشرات كبيرة للقدوم السياحي دفعت بالمستثمرين إلى الإسراع في إنجاز فنادقهم. وأكد على أن الخدمات في المعابر الحدودية والمطارات والموانئ في تحسن دائم، «ولدينا فرق مشتركة في هذه المواقع لرصد النظافة والصيانة والخدمات». وأشار إلى أن عدد السياح القادمين عبر المطارات ارتفع من 467 ألفاً في النصف الأول من العام الماضي إلى 681 ألفاً هذه السنة. وأطلقت وزارة السياحة السورية برامج عمل لمناسبة عام الجودة السياحية بهدف النهوض بالخدمات السياحية المقدمة إلى السائح. وقال القلعة: «هدفنا مواكبة السائح منذ دخوله إلى سورية وحتى يغادر، من خلال تأمين المعلومات والخدمات ومعالجة أي خلل قد يؤثر على زيارته وفي أسرع وقت، من خلال الخط الهاتفي الساخن 137 وموقع الوزارة على الانترنت ومراكز خدمات السياح وخدمة نصائح الحجز في المنشآت السياحية. وأكد وجود لجنة مركزية في وزارته هدفها تأمين المعلومات ومعالجة أي شكوى وعلى مدار 24 ساعة في اليوم، وتضم مديرين مختصين من الوزارة وممثلين عن وزارات أخرى مثل النقل والإدارة المحلية والداخلية، إلى ضباط ارتباط يمثلون سفارات بعض الدول الموّردة السياح إلى سورية مثل دول الخليج العربي وتركيا. وشدد على أن هذه الآلية «توضع لأول مرة، لأننا نريد أن يعود السائح إلى وطنه راضياً وأن يصبح سفيراً لنا يدعو محيطه إلى زيارة سورية».