بنوم بنه - رويترز - أصدرت محكمة تدعمها الاممالمتحدة امس، حكماً بالسجن 35 سنة على قيادي سابق في الخمير الحمر في كمبوديا، في اول حكم تصدره خلال ثلاثة عقود في اعقاب ثورة «حقول القتل» التي مزقت اوصال البلاد. ولا ترقى مدة العقوبة الى ما طالب به مملثو الادعاء وهي العقوبة القصوى التي تصل الى السجن 40 سنة، اضافة الى عقوبة السجن مدى الحياة التي طالب بها كثر من الكمبوديين الذين ناضلوا طيلة عقود لإغلاق ملف واحد من اشد الفترات ظلماً في القرن العشرين. ودين كاينغ جوك ايف الشهير ب «دوتش»، بالقتل والتعذيب والاغتصاب وجرائم في حق الانسانية وبتهم اخرى اثناء ادارة سجن يرمز الى فظائع النظام الشيوعي المتطرف المسؤول عن مقتل 1.7 مليون شخص في الفترة بين عامي 1975 و1979 . واعترف دوتش البالغ من العمر 67 سنة وهو مدرّس سابق، بالإشراف على عمليات تعذيب وقتل ما لا يقل عن 14 ألف شخص. وهو سيقضي 30 سنة في السجن لأنه ثبت ان الجيش التايلاندي احتجزه خمس سنوات بطريقة غير قانونية بين عامي 1999 و2007 . وخلت ملامح دوتش من اي انفعالات اثناء النطق بالحكم، في حين اجهش كمبوديون كثر بالبكاء داخل قاعة المحكمة. وقال رئيس المحكمة انها «قررت ان ثمة عناصر اسهمت في تخفيف فترة عقوبة السجن بدلاً من توقيع عقوبة السجن مدى الحياة»، مشيراً الى اعترافات «دوتش» وابدائه الندم فضلاً عن تعاونه مع هيئة المحكمة. وادار «دوتش» سجن تيول سلنغ السيئ السمعة. وأجبر آلافاً على الإدلاء باعترفات بالتجسس وجرائم اخرى تحت التعذيب. وهذه المرة الاولى التي تنظر فيها محكمة مشتركة للامم المتحدة وكمبوديا في مخالفات الخمير الحمر وهي المحكمة التي أنشئت لمحاكمة النظام الماوي المتطرف. ويخدم كثيرون من عناصر نظام الخمير الحمر السابق في الجهاز الاداري المدني للدولة حالياً ويشغلون مناصب عليا في الحكومة المركزية والادارات الاقليمية.