تلقت «الحياة» رداً على مقالة الكاتب عماد صباغ المنشورة في عدد الخميس الماضي وعنوانها «صالح بن بكر الطيار بين مطرقة فوكوياما وسندان الواقع» هذا نصه: طالعت المقال المنشور في صحيفة «الحياة» في عدد الخميس الماضي، وهو يتناول أفكاراً وردت في كتابي الأخير «المملكة العربية السعودية ومحاربة الإرهاب». وأود أن أبلغ كاتب المقال أنني أوافقه الرأي في جميع ما ذكر مع تحفظ وحيد بسيط وهو أن الاقتباسات التي أوردها من كتابي هي في الواقع آراء مؤلف «نهاية التاريخ» ولا تمثل من قريب أو بعيد رأيي الشخصي في هذه المقولة التي أصبحت أكثر من أي وقت مضى موضع انتقاد وتشكيك حتى من مؤلفها نفسه. فقد ورد في كتابي حرفياً: «كما يعتقد فوكوياما أن الصراعات الكبرى في العالم قد انتهت بانتصار نهائي وحاسم للديموقراطية الليبرالية الرأسمالية وهذا ما يعنيه بمقولة نهاية التاريخ (ص37)»... وتلي ذلك الفقرات التي اقتبسها الناقد العزيز وقام بتفنيدها بشجاعة يحسد عليها. ولعل من المفيد أن أذكر بالسياق الذي وردت فيه أقوال فوكوياما في كتابي، حيث قلت في معرض تحليلي للتغيرات العميقة التي شهدتها السياسة الأميركية بعد أحداث سبتمبر أن هذه الأحداث قد دفعت إدارة بوش إلى تبني سيناريوهات ونماذج متطرفة كانت موجودة سلفاً، من أهمها «ندوة التقويم الاستراتيجي لسلاح الجو الامريكي (2005)» ودراسة صموئيل هننغتون الشهيرة « صدام الحضارات» ودراسة فرانسيس فوكوياما «نهاية التاريخ». وإذا كانت هذه النماذج لم تلق قبولاً في الأوساط الفكرية والسياسية الغربية في السابق لما تحتويه من أفكار مشبعة بالعنصرية والإحساس بتفوق الحضارة الغربية على الحضارات والثقافات الأخرى، فقد دفعتها أحداث 11 سبتمبر إلى الواجهة، ورأت فيها إدارة بوش أساساً يبرر ويدعم سياساتها العسكرية وحروبها المقبلة. وأعود للقول بأنني أتفق مع كاتب المقال في جميع ما خلص إليه من نتائج حول انهيار مقولة «نهاية التاريخ» لكنني أرجو بكل صدق أن يتاح له الوقت في المستقبل ليقرأ الأفكار من دون اجتزائها من سياقها العام، ففي التأني السلامة - كما يقولون.