كابول، واشنطن - أ ف ب - اعلن الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان مقتل خمسة جنود اميركيين في تفجيرين جنوب البلاد امس، بينما يقترب عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا منذ بدء الحرب نهاية 2001 من الفين. وسقط اربعة جنود في انفجار لغم يدوي الصنع، وآخر في انفجار منفصل، ما رفع الى 397 عدد قتلى الجنود الاجانب منذ مطلع العام، في مقابل 520 العام الماضي، في وقت بلغ عدد الجنود القتلى في الشهر الجاري 75 في مقابل 102 الشهر الماضي، ما جعله رقماً قياسياً منذ بدء التدخل الدولي في افغانستان. كما قضى 1964 جندياً اجنبياً بينهم 1204 اميركيين منذ نهاية 2001 في افغانستان. ولم يمنع ذلك، كشف دراسة اعدها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في ماساتشوستس (شمال الولاياتالمتحدة) ان قواعد الاشتباك الجديدة المفروضة على القوات الدولية المنتشرة في افغانستان والتي يفترض ان تحد من الخسائر المدنية، ادت في شكل غير متوقع الى خفض عدد هجمات المتمردين. وأورد ملخص الدراسة الذي يتضمن 70 صفحة وحلل معطيات حول المواجهات العسكرية والاعتداءات التي خلفت اكثر من 4 آلاف قتيل مدني خلال 15 شهراً، ان المقاتلين الافغان يتحركون في الاساس رغبة للانتقام من مقتل ابرياء، معتبراً ان «سقوط ضحايا مدنيين يدفع الى العنف المستقبلي عبر تجنيد عدد اكبر من المقاتلين، وارتفاع هجمات المقاتلين». وفرض القائد السابق للقوات الاجنبية في افغانستان الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال العام الماضي، قيوداً على اللجوء الى القصف الجوي واستخدام الاسلحة الثقيلة للحد من سقوط ابرياء خلال العمليات ضد المقاتلين. ونظمت وزارة الدفاع الاميركية في واشنطن أمس، حفلة تقاعد رسمية للجنرال ماكريستال الذي اقيل بسبب انتقاده الرئيس باراك اوباما ومستشاريه المدنيين في تصريحات علنية. وقال في خطابه الوداعي: «لم تنتهِ خدمتي العسكرية بالطريقة التي كنت أتمناها». اما وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي عاد من آسيا لحضور حفلة وداع ماكريستال في قاعدة فورت ماكنير بواشنطن: «نودع ستان مكريستال اليوم بفخرٍ وحزن»، ووصفه ب «أحد أروع الرجال في صفوف القوات المسلحة الذين أنجبهم هذا البلد»، مشيداً بتنفيذه أوامر اوباما بتفانٍ في افغانستان. وحضر الحفلة عشرات المسؤولين بينهم سعيد طيب جواد السفير الافغاني لدى الولاياتالمتحدة الذي قال مخاطباً ماكريستال: «لقد وضعت الاساس لنصرنا النهائي. سنذكرك لأجيال». على صعيد آخر، أعلن جمال الدين بدر حاكم ولاية نورستان المحاذية للحدود مع باكستان ان عشرات من مسلحي «طالبان» ومقاتلين أجانب هاجموا منطقة بارج ماتال التي انسحبت منها القوات الاميركية العام الماضي. وأشار الى أن عدد المتمردين فاق عدد القوات الحكومية التي يدعمها قرويون مسلحون، متوقعاً ارسال تعزيزات من ولايات مجاورة، فيما تقدم قوات الحلف الاطلسي دعماً جوياً فقط. وتوفي المرشح للانتخابات الاشتراعية المقررة في 18 ايلول (سبتمبر) المقبل سيدالله سيد متأثراً بجروح اصيب بها في هجوم على مسجد في ولاية خوست (شرق) اول من امس، والذي اسفر ايضاً عن جرح 19 شخصاً. ويعارض متمردو حركة «طالبان» الانتخابات الاشتراعية الثانية في افغانستان منذ نهاية 2001، والتي سيخوضها حوالى الفي مرشح سيتنافسون على 250 مقعداً، ويعتبرونها اداة لفرض السيطرة الغربية على البلاد. لكنهم ينفون دائماً مسؤوليتهم عن هجمات تستهدف مساجد. ونفذ هؤلاء أكثر من 130 هجوماً على مراكز اقتراع وأهداف أخرى خلال الانتخابات الرئاسية العام الماضي، ما أسفر عن مقتل 9 مدنيين و14 من قوات الامن.