في إطار الاحتفاء بفنون أميركا اللاتينية طوال شهر تموز (يوليو) الجاري، أحيت فرقة الاكوادور للرقص الشعبي أخيراً حفلة على المسرح المكشوف في دار الاوبرا المصرية. وقسّمت الحفلة على ثلاث فقرات تضمنت كلاً منها رقصات عدة، وتخللها عرض أفلام سياحية قصيرة، تصور طبيعة الحياة في أقاليم الاكوادور المختلفة. وجسّدت رقصة «البومبا» بركة الصيد والحرف القائمة على منتجات الزراعة، فارتدت الراقصات ثياباً واسعة، في دوائر متقاربة. أما رقصة «كونيكا» فصوّرت أناقة المرأة وجمالها بحيث يخيط صناع من القرية رداءها. وفي رقصة «لذا أحب كونيكا»، ترتدي الفتيات القبعات الملونة وهن يقطفن الزهور. ونظراً للحروب الدامية التي خاضتها الاكوادور مع جارتها بيرو، قدمت الفرقة رقصة «عيد الميدان المركزي» بملابس حربية. صاحب الرقص تسجيل للموسيقى غلب عليه استخدام الغيتار والاكورديون في جمل لحنية تتكرر كتيمات وغناء كالأهازيج. تقول مدربة الفرقة يوبونا نيرا: «نقدم كل أنواع الرقص في الاكوادور»، موضحة ان رقصات مناطق السواحل تتميز بقوة الحركة والرشاقة والبهجة، ولا تتدخل بإضافة أية حركات على الرقصة الأصلية ولا على الأزياء «لأن مهمة الفرقة هي الحفاظ على هذه التقاليد». وتضيف: «جئنا إلى مصر سابقاً في عام 2004 للمشاركة في «مهرجان الاسماعيلية للفنون الشعبية»، ولكن وقتها لم تكن الفرقة تملك كل هذا الرصيد من الرقصات. كما جاء بعض أفراد الفرقة عام 2005 في رحلة سياحية وشاهدنا رقصة «الدرويش» (أو التنورة) في «وكالة الغوري» والتي أثارت إعجاب الجميع. وتشير ستيفاني ستيودلو، إحدى الراقصات، إلى ان الفرقة تفرض تدريباً منتظماً على أعضائها بمعدل خمسة أيام أسبوعياً لنحو أربع ساعات كل يوم. تميزت الحفلة بتفاعل حضور الجالية الأكوادورية في مصر مع أداء الراقصات، فكان يعلو صراخهم كلما استخدمت في الرقصات علم البلاد، تلويحاً به أو عبر لفّه على خصورهن.