فيما كان أهالي الباحة ينتظرون وصول العريف أنور الزهراني من الحد الجنوبي لمعانقته في ليلة زفافه «المنتظرة»، وصل جثمانه (ظهر أمس) ليحملوه فوق أعناقهم عريساً وشهيداً للوطن. العريف الزهراني أحد منسوبي وزارة الدفاع استشهد في مواجهة مع ميليشيات الحوثي بالمنطقة الحدودية بقطاع نجران، بعد أن طلب الدعاء له ولزملائه في آخر صورة التقطها قبل المواجهة الأخيرة التي استشهد فيها، ونقل جثمانه إلى منطقة الباحة عبر طيران وزارة الدفاع وسط استقبال كبير من أبناء قريته التي زفته إلى مثواه الأخير. وفيما كان الزهراني يستعد لمشاركة ستة عرسان آخرين حفلة الزواج الجماعي المقامة بقرية القوارير بمنطقة الباحة، إلا أن شهادته حولت المشلح (الأسود) الذي كان ينتظره في ليلة الزواج الجماعي إلى كفن (أبيض) يميزه عن غيره من أقرانه العرسان، وفيما سيتشارك المحتفلون في الزواج بعبارات التهنئة، يستفرد هو بعبارات لم توجه نحوه من قبل، وسيخصص ذويه بقوافل من المهنئين وسط سرادق العزاء التي نصبت إلى جوار قاعة الفرح (الحزينة).