تستعد قيادة عمليات بغداد لعرض وثائق تؤكد هوية أبو عمر البغدادي الذي اعتقلته قوات الأمن العراقية الشهر الماضي، واعتبر مصدر عسكري ان تنظيم «القاعدة» يلفظ انفاسه الاخيرة، مشيراً الى ان التصريحات المتضاربة التي تصدر عن «التنظيم» بين الحين والآخر انما تعكس حال التخبط التي يعيشها. وما زال الجدل قائماً منذ اسابيع حول حقيقة اعتقال البغدادي الذي يتزعم تنظيم «دولة العراق الاسلامية» واستمر حتى بعد اصدار التنظيم خطاباً صوتياً للبغدادي ينفي اعتقاله. واوضح المصدر الامني، الذي رفض الاشارة الى اسمه، في اتصال مع «الحياة» ان «مرجعيات القاعدة تحاول زعزعة ثقة المواطن بالاجهزة الامنية من خلال بث الاشاعات المغرضة التي تشكك بصدقية التصريحات الحكومية، فضلا عن التقليل من امكان القوات الامنية تنفيذ مهمات قتالية صعبة تتجاوز مخططات القاعدة وإمكاناتها المادية واللوجستية». وأضاف ان «الشريط الذي بث عبر مواقع الكترونية تروج لنشاطات القاعدة مفبرك وتم التلاعب به بواسطة التقنيات الالكترونية واستحضار العوامل المساعدة كافة لإحداث خلخلة في هيكلة الاجهزة الامنية وإرباكها، الى جانب جذب الرأي العام بالاتجاه المعاكس لتوجهات الاجهزة الامنية الحكومية». واضاف المصدر ان «البغدادي اعترف بنفسة بارتكاب جرائم كبيرة بحق الابرياء، وكشفت التحقيقات معه معلومات خطيرة استخدمتها الاجهزة الامنية والعسكرية للرد على تلك التنظيمات الارهابية وضربها في عقر دارها». وكان وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي جدد التأكيد بأن الشخص المعتقل هو «ابو عمر البغدادي» المسؤول عن «دولة العراق الاسلامية»، قائلاً «معلوماتنا الاستخبارية التي ادت الى اعتقال البغدادي دقيقة وأكيدة». واوضح في تصريحات للصحافيين «بحوزتنا معلومات واضحة بوجود خلافات بشأن «البيعة» لهذا الارهابي. فهذه المجموعة تحاول التغطية على خلافاتها»، مشيراً الى تحقيق الاجهزة الامنية «نجاحات كبيرة بعد اعتقاله، وما زالت مستمرة، خصوصاً ما يتعلق بتجفيف منابع التمويل واكتشاف عمليات التجنيد». ونفى العبيدي وجود خروقات من جانب اطراف بعثية وجماعات ارهابية في اجهزة وزارة الدفاع، مشدداً على «محاسبة شديدة لأي عنصر يثبت عليه ذلك بموجب قانون العقوبات العراقي». الى ذلك كشف الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا انه «ستعرض خلال ايام اعترافات ومستمسكات وتسجيلات تؤكد شخصية ابو عمر البغدادي الذي اعتقل في بغداد الشهر الماضي»، نافيا ما تردد من أنباء تشكك بصحة ذلك. وقال عطا ان القوات الأمنية ضبطت شاحنة محملة بالكتب المحرضة على الطائفية دخلت البلاد عبر منفذ طريبيل الحدودي مموهة على هيئة شحنة أدوية. وأعلن عطا خطة جديدة لتوفير الحماية للمدينة تتضمن تحديد خمسة منافذ كطوق خارجي تجهز بأحدث أجهزة كشف المتفجرات الى جانب إقامة ثلاثة أطواق داخلية خاصة بالتفتيش وإغلاق جميع المنافذ الفرعية المؤدية الى المدينة. وكان البغدادي نفى في تسجيل صوتي منسوب إليه أنباء اعتقاله التي أعلنتها الحكومة العراقية، وقال إن الصورة التي عرضتها الحكومة هي لأحد المعتقلين الذين تعج بهم السجون العراقية. يشار إلى أن الجيش الأميركي لم يؤكد اعتقال البغدادي ويشكك أصلاً في وجوده، ويقول إنه شخص يستخدمه تنظيم «القاعدة» لإضفاء هوية عراقية على التنظيم.