تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لوزير خارجيته أفيغدور ليبرمان منحه دوراً مركزياً في العملية السياسية مع الفلسطينيين وعدم حصر هذا الدور في وزير الدفاع ايهود باراك، وفق ما أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم. وأضافت أن نتانياهو، الذي اجتمع مساء أمس مع ليبرمان لتسوية الخلافات بينهما على خلفية استياء ليبرمان من عدم تجاوب وزارة المال مع مطالبه ووزراء حزبه "إسرائيل بيتنا" المتعلقة بموازنات وزارتهم، قرر منح ليبرمان "هدية" المصالحة بينهما بإشراكه في الاتصالات المتعلقة باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين التي استثني منها وزير الخارجية جراء رفض السلطة الفلسطينية وكل من مصر والأردن التعاطي معه فضلاً عن أن علاقاته مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ليست طيبة. كذلك لا يستسيغ وزراء خارجية دول اوروبية كثيرة تطرفه السياسي ويتفادون دعوته لزيارة عواصمهم. من جهته لم يعقب مكتب نتانياهو على النبأ واكتفى بالإشارة إلى أن الاجتماع مساء أمس "تم في أجواء طيبة وايجابية". ويستدعي إشراك ليبرمان في العملية السياسية أكثر من علامة استفهام حيال موقفه السلبي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) واعتباره المفاوضات معه عبثية. وأكد ليبرمان أمس أن إسرائيل ستستأنف البناء في المستوطنات مع انتهاء فترة التعليق البناء أواخر أيلول (سبتمبر) المقبل. كذلك أطلق ليبرمان أخيراً مشروعه لانفصال إسرائيل في شكل نهائي عن قطاع غزة تحقيقاً لرؤيته بسلخ القطاع عن الضفة الغربية ولتتنصل من مسؤولياتها القانونية تجاه سكان القطاع. وثمة أنباء عن أن نتانياهو أبلغ وزير خارجيته أمس تأييده مشروعه الانفصال عن القطاع، علماً أن وزير النقل المحسوب على أقرب الوزراء من رئيس الحكومة، يسرائيل كاتس كان دعا السباق إلى إطلاق فكرة الانفصال عن القطاع. إلى ذلك أجمعت تعليقات الصحف أن المصالحة بين نتانياهو وليبرمان أمس لا تعني أن أزمة الثقة بينهما انتهت، بل من مصلحة كل منهما في الوقت الراهن عدم فرط عقد الائتلاف الحكومي وأن ليبرمان يتحين الفرصة المناسبة لتغليف انسحابه بمبرر أيديولوجي طمعاً في تعزيز شعبيته في أوساط اليمين، فيما رئيس الحكومة قد يستغني عن الشراكة الائتلافية مع "إسرائيل بيتنا" فقط في حال قرر الذهاب بعيداً في العملية السياسية مع الفلسطينيين "وهو ليس في هذا الوارد في هذه المرحلة".