تواصل السجال في لبنان بين مواقف ترد على خطاب الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وأخرى تدافع عما طرحه. واعتبر الرئيس السابق للحكومة سليم الحص أن «أجواء البلد مشحونة بإشاعات تنبئ بخريف، لا بل بأيلول متفجر ونحن على يقين بأن هذه الإشاعات الخبيثة لم تطلق جزافاً، بل هي تنم عن وجود من يضمر للبلد والشعب شراً». وقال في تصريح باسم «منبر الوحدة الوطنية» أمس: «خاب ظنهم. حديث التوتر السني - الشيعي يعود الى سنوات ماضية، ولم يتحقق منه ما كان يرتجيه ذوو المآرب الخبيثة. واليوم تتمحور معظم الأقاويل على شر ينتظرنا في شهر ايلول المقبل مع التركيز على الحفائظ الموهومة وتصعيد العصبيات المذهبية التي يراد إشعالها. لقد أضحى الشعب بمأمن من مثل هذه المكائد الرخيصة بوعيه وإدراكه انه بات مستهدفاً، كونه يجسد أنموذج تعايش واستقرار غير منشود للعالم العربي من جانب قوى محلية مسوقة بعصبيات معينة وقوى دولية تمالئ اسرائيل وتنتهج سياستها». واختتم: «اننا على يقين بأن شيئاً لن يكون في ايلول المقبل او في اي موعد آخر إن صممنا نحن اللبنانيين على عدم الانجرار وراء ما يدبر لنا من اعدائنا». ورأى وزير الصحة محمد جواد خليفة أن خطاب السيد نصرالله «أجاب عن سلسلة الضغوط التي يتعرض لها لبنان والمقاومة»، موضحاً أنّ «الأجواء الراهنة متوترة، بدءاً من مواقف إسرائيل ومناوراتها وتهديداتها مروراً بما يكتب ويحكى عن تقرير المحكمة الدولية، بما يولد شعوراً بأنّ هناك استهدافاً مباشراً ل «حزب الله» عبر هذه المحكمة، وصولاً الى الخطر الكبير جداً الذي يتظهر أكثر فأكثر من خلال اكتشاف الجواسيس في شبكات الاتصالات». وردّ النائب محمد كبارة على كلام نصرالله قائلاً: «موقفنا في هذا الموضوع لا يحتمل أي تهاون لأن لبنان واحد في المواجهة مع العدو الاسرائيلي، لكننا في الوقت ذاته نرى أن البعض في لبنان يريد استثمار هذا الإنجاز الأمني للدولة اللبنانية في سياق آخر، وذلك من خلال ربط هؤلاء المتعاملين بالتحقيقات الدولية في شأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي التشكيك بعمل المحكمة الدولية وإسقاط القرار الظني في حال جاء في مضمونه اتهام لأشخاص ينتمون إلى هذا الفريق أو ذاك». ورأى «ان محاولات البعض استباق القرار الظني يثير الريبة بأن لديهم من المعطيات التي تدفعهم للخوف من صدور ذلك القرار، وطمس جريمة اغتيال الرئيس الحريري والتغطية على المخططين والمنفذين». وأكّد عضو تكتل «لبنان أولاً» النائب هادي حبيش أن ما جاء في خطاب السيد نصرالله «كان غير متوقّع وسط جو الاستقرار الداخلي والتوافق والوحدة الوطنية وفي خضم موسم اصطياف». وأوضح أن: «فرع المعلومات رصد شربل قزي منذ حوالى العام وتقدم بطلب للحصول على الداتا من وزارة الاتصالات عبر وزارة الداخلية ولكن الجواب نام في أدراج وزير الاتصالات من 14 إلى 25 تموز الحالي، فيما تم توقيف قزي بتاريخ 24 تموز»، منبّهاً إلى «وجود الكثير من التعطيل لعمل الأمن الداخلي من جهة وزير الاتصالات»، مؤكداً أنه «مسؤول» عن كلامه. وقال عضو التكتل نفسه النائب رياض رحال أن «كل هذه التصريحات بدأت تدخل الشكوك لدى كل اللبنانيين حول دور الحزب وتورطه في الاغتيالات منذ عام 2004 كونه هو الوحيد الذي يرفع السقف ويتهم نفسه مسبقاً ويطلق التحليلات على عواهنها». ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فريد حبيب أن «ما جاء في موقف السيد نصرالله من المحكمة الدولية وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، لم يأتِ بجديد ولو تبدلت فيه بعض العبارات واتخذت طابع الحدة غير المبررة». وأشار الى أن «من يشكو من مساعي العدو الإسرائيلي الهادفة الى خلق فتنة داخلية عليه أن يكون حريصاً على عدم تقاطع مواقفه مع مواقف هذا العدو، بحيث أن لغة التخوين التي يخص بها نصرالله اللبنانيين هي أشد فتكاً من مساعي العدو وأكثر سرعة في إنجاز الفتنة». ولفت الى أن «اعتبار السيد نصرالله أن المحكمة الدولية مشروع إسرائيلي، إهانة لذوي شهداء الحرية ولكل اللبنانيين الذين طالبوا المجتمع الدولي بإحقاق العدالة، ولكل الباحثين عن حقيقة من اغتال قافلة شهداء الأرز». «حزب الله» وقال وزير التنمية الإدارية محمد فنيش («حزب الله») إن «ظاهرة العمالة لإسرائيل تضع الجميع في لبنان أمام مسؤولية». وأضاف: «عندما يصبح أمننا مكشوفاً فإن العدو لن يتورع عن الإقدام على اغتيال أي شخص مهما كان رأيه السياسي اذا كان ذلك يحقق للعدو غايته في إثارة الدسائس والانقسام والخلاف وهذا ينبغي ان يعيدنا قليلاً الى الوراء». وشدد على «أهمية الحفاظ على المقاومة وخطورة كشف سلاحها ولا سيما شبكة الاتصالات»، واعتبر أن «ما تم كشفه قد يكون الجزء الأقل والمستور قد يكون الأعظم». وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله «أننا في مرحلة تفكيك مشروع اسرائيلي قد يكون الأخطر على لبنان منذ هزيمة تموز 2006 ورأس الحربة فيه هو شبكات التجسس». وقال: «لن نوفر وسيلة وجهداً في سبيل إلحاق الهزيمة بالمشروع الإسرائيلي أياً تكن النتائج المحلية او الإقليمية وأياً يكن المتورطون فيه صغاراً كانوا أو كباراً». واعتبر ان «ما يكشف سيؤدي في النهاية الى وضع اليد على الجواسيس الكبار كما توضع اليد على الجواسيس الصغار ليهزم هذا المشروع الذي ربما يكون الرصاصة الأخيرة التي يحاول العدو استخدامها في الداخل ما دام عاجزاً عن المواجهة الميدانية والمباشرة مع المقاومة، ونحن مصممون ليس فقط على تفكيك المشروع الإسرائيلي وانما إلحاق الهزيمة به».