كانت في زمانها أسماء كبيرة، شغلت الخمسينات والستينات، وصنعت أحلاماً سياسية ونضالية، خيّل لأصحابها في تلك الأزمان انها ستحقق لا محالة.في ذلك الحين كان العالم ثنائي الأقطاب، يكاد يضيع بين الأبيض والأسود، أو الخير والشر، بحسب نظرة هذا أو ذاك. المهم انه نادراً ما يؤتى اليوم على ذكر أصحاب هذه الأسماء: لومومبا، سوكارنو، تيتو، تكروما، موديبوكيتا وحتى نهرو وجمال عبدالناصر، الزعيم العربي الذي كان لزمن محور تحركهم جميعاً. وهؤلاء إذا كانوا اليوم منسيين، فإن النسيان ليس تاماً، حيث ها هي الشاشات الصغيرة، وأحياناً الكبيرة، تستعيدهم، أو على الأقل تستعيد جزءاً من سيرتهم، ما يشكل أحياناً منبعاً للحظة حنين، وفي بعض الأحيان، لحظة اعادة اعتبار سلباً أو ايجاباً. اليوم دور باتريس لومومبا، زعيم الكونغو في سنوات الستين، وأحد مؤسسي حركة عدم الانحياز في تلك الأزمان التي كانت واعدة. فاليوم تعرض قناة «تي في 5 موند» الفرنسية، فيلماً عن «لومومبا» للمخرج راؤول بك. وهو فيلم كان عرض في احدى دورات مهرجان «كان» قبل سنوات ولفت الأنظار، ليس فقط لكونه أعاد الى الأذهان زعيماً استشهد على مذبح المبادئ التحررية والاستقلالية، بل كذلك لكون الفيلم حاول أن يدنو من موضوعه بنزاهة بدت نادرة في أيامنا هذه، من دون أن ينسى المخرج ان يطعم فيلمه بلحظات شاعرية تليق بذلك الزعيم الذي كان ذا قيمة تاريخية وانسانية كبيرة، قد يصح أن يقال انها نادرة الوجود اليوم بين زعماء العالم. * «تي في 5 موند»، 19 بتوقيت غرينتش.