في الوقت الذي تأجلت فيه زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للقاهرة ليوم واحد، من الثلثاء إلى الأربعاء، قرر مجلس الجامعة العربية تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الدولي في شأن القدس الذي تستضيفه قطر. ويبحث الرئيس حسني مبارك مع نتانياهو غداً في آخر تطورات عملية السلام وما توصلت إليه المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، والتي ترغب إسرائيل والولايات المتحدة في تحويلها إلى مفاوضات مباشرة، اضافة الى موضوع تبادل الأسرى. وتأتي زيارة نتانياهو للقاهرة بعد زيارة قام بها للولايات المتحدة أخيراً ولقائه الرئيس باراك أوباما وقبيل زيارة مرتقبة للرئيس محمود عباس لمصر يبدأها مساء الأربعاء وتستغرق يومين يستقبله خلالها مبارك الخميس للبحث في آخر التطورات الخاصة بعملية السلام. وكان مجلس الجامعة العربية اجتمع أمس على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الصومال للبحث في تنفيذ مقررات قمة سرت المتعلقة بعقد المؤتمر الدولي في شأن القدس الذي تستضيفه قطر. وقال نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي في مؤتمر صحافي عقب ختام الاجتماع إن اللجنة التحضيرية للإعداد للمؤتمر تضم كلاً من قطر (رئيساً باعتبارها الدولة المضيفة)، ومصر، والسعودية، والأردن، والمغرب، وفلسطين، وسورية، وليبيا، والجزائر والأمانة العامة للجامعة. وتوقع بن حلي عقد المؤتمر بنهاية العام أو بداية العام المقبل، مشيراً الى أنه سيتم عقد اجتماع للجنة الأسبوع المقبل، إضافة الى اجتماعات لمجلس الجامعة للإعداد لهذا المؤتمر والتحضير لأجندته ومحاوره والمدعوين له. وعن تنفيذ قرار قمة سرت برفع الدعم المالي للقدس من 150 مليون دولار إلى 500 مليون دولار، قال بن حلي ان «هناك اتصالات بين الأمين العام للجامعة والمسؤولين في الدول العربية حول الدعم المالي للقدس، يتعلق بالجزء التنموي في المدينة». وأضاف ان «الجامعة علمت أن هناك دولاً ستوفي بالتزاماتها على رغم عدم تبلغها ذلك بصفة رسمية بعد». وأوضح ان «البنك الإسلامي هو الذي يقوم بإنفاق هذه الأموال المخصصة للقدس من التبرعات التي تأتي من صندوق الأقصى والانتفاضة»، مشيراً الى انه «يتم تنفيذ بعض المشاريع حالياً». ولفت الى انه «تم الحديث عن بعض المشاريع التي ذكرها مندوب فلسطين تتطلب الاسراع في تنفيذها»، مضيفاً انه «بعد فترة من دخول السنة المالية الجديدة لا بد من توجيه رسائل آخرى للاستعجال في توفير هذه المبالغ». وقال السفير أحمد بن حلي إن الأمين العام للجامعة أطلع المندوبين على تحركاته واتصالاته، خصوصاً في ما يتعلق بالصراع العربي - الإسرائيلي وزيارته غزة وكيف يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة لرفع الحصار وتزويد أهالي غزة كل ما يحتاجونه من مواد. وأضاف انه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر للمندوبين لمتابعة تنفيذ ذلك. وفي شأن اجتماع مجلس الأوقاف العرب لمواجهة الوضع في القدس، قال بن حلي إن هناك عدداً من الإجراءات، بينها دعوة الأطراف المتعاقدة في اتفاقية جنيف الى عقد اجتماع لهم، بعد أن تبادل الأمين العام وسفير سويسرا في القاهرة الوثائق في شأن هذا الموضوع، مشيراً إلى طلب رسمي من المجموعة العربية لدى «يونسكو» لتعيين منسق خاص لها في القدس لمتابعة هذه الإجراءات والممارسات الإسرائيلية ورفع تقرير للمجلس التنفيذي.