قضى التونسي الأصل الألماني الجنسية سامي خضيرة على أحلام المنتخب الأوروغوياني، بإحرازه هدف الفوز في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في مونديال 2010، التي فاز بها «المانشافات» بثلاثة أهداف لهدفين، وعقب المباراة قال لاعب شتوتغارت: «نحن سعداء بالطريقة التي لعبنا بها، وأعتقد أن حصولنا على المركز الثالث يُعتبر شيئاً ممتازاً، وأظهرنا شخصيتنا الحقيقية وأيضاً أكدنا للعالم أن ألمانيا ستظل واحدة من المنتخبات الكبرى في اللعبة، ونحن فريق شاب ومتحمسون للحصول على أفضل النتائج مستقبلياً». وأضاف: «الآن أنا في أشد الحاجة للحصول على راحة لأستعيد قوتي الذهنية والبدنية من جديد»، ولم يكن من السهولة قطعاً إيجاد الشريك المثالي لميكايل بالاك في وسط المنتخب الألماني في عز مجد الأخير، خصوصاً أن الشريك يجب أن يكون في وقت واحد قوياً دفاعياً، متقدماً تكتيكياً، ميالاً إلى حد ما إلى الهجوم وقادراً على الركض، وهذا ما ينطبق على لاعب شتوتغارت سامي خضيرة، الذي أثبت امتلاكه القدرة على الاضطلاع بدور حيوي في المنتخب الألماني خلال الفترة الماضية، وكذلك في كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010. وتمكّن خضيرة بسرعة من أن يصبح مفتاحاً في تشكيلة شتوتغارت، فمنذ عامه الأول في مسيرته الاحترافية، أسهم إسهاماً كبيراً في خروج الفريق فائزاً بلقب بطل ألمانيا بنهاية موسم (2006-2007) والواقع أن لاعب الوسط المحوري البالغ من العمر 23 عاماً يملك من القوة البدنية والنضج والقدرة الاستراتيجية ما يجعله مرتاحاً في اللعب بين الدفاع والهجوم، وتجعل منه تمريراته الدقيقة وقدرته على تحويل اللعب إلى الهجوم، وكذلك ضرباته الرأسية لاعباً لا يقدّر بثمن. وارتدى خضيرة، المولود من أب تونسي وأم ألمانية، قميص شتوتغارت منذ كان في الثامنة من العمر، وصعد الفتى الموهوب في الرياضة وغيرها، بما أنه كان من الأوائل دائماً في الدراسة، صعوداً لافتاً، وبعدما اختاره زملاؤه «لاعب الشهر» في كانون الأول (ديسمبر) عام 2008 لم يتأخر في لفت أنظار المراقبين، وحاملاً شارة القيادة لمنتخب ألمانيا دون ال 21 عاماً، وقاد خضيرة فريقه إلى لقب بطل أوروبا 2009 قبل أن يبدأ رحلته مع المنتخب الأول في أيلول (سبتمبر) الماضي في مباراة ودية مع جنوب أفريقيا في ليفركوزن (2-0)، وإذا كان صحيحاً أن سامي خضيرة لم ينضم إلى نخبة اللاعبين الألمان منذ فترة طويلة، فإن اللاعب ذا الأصول الأفريقية الشمالية استطاع أن يترك بصمة كبيرة في مونديال 2010 ويسهم بهدفه التاريخي في اقتناص الميدالية البرونزية للمنتخب الألماني.