خلفت موجة الحر الجارفة التي اجتاحت غالبية المناطق السعودية أخيراً، «ظاهرة» تحويل المساجد والمصليات في محطات الوقود والاستراحات المنتشرة على الطرقات السريعة مكاناً للنوم والقيلولة. وكانت شدة الحرارة وارتفاع معدلاتها غير المسبوقة أجبرت عابري هذه الطرقات خصوصاً (طريق الرياض - الطائف) على المكوث والنوم في المساجد، إذ يعتبر أكثر الذين يلجأون إلى «دور العبادة» هم قائدو الشاحنات (الكبيرة والصغيرة) من جنسيات عدة، مسببين بذلك الإزعاج والتذمر للمصلين الذين تفاجأوا باتخاذ المساجد غرف نوم واستراحة لقائدي الشاحنات. أحد المسافرين (في طريق الرياض - الطائف) قال ل «الحياة»: «حينما أردت أن أصلي فريضة الظهر في أحد المساجد الواقعة على الطريق ولما دخلت المسجد استغربت من الذي يحصل داخله، كأنما تحول المسجد إلى غرف نوم من كثرة أعداد النائمين من سائقي الشاحنات ودخولهم في ثُبات عميق، متخذين من مسجد (الصلاة) مقراً للنوم والاستراحة فيه»، فيما قال أحد سائقي الشاحنات (اعتاد القيلولة في المساجد التابعة لمحطات الوقود): «إنه في ظل الحر الشديد وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير لا يستطيع القيام بمهمات عمله وأن الأمر ينطبق على جميع قائدي الشاحنات، خصوصاً في وقت الظهيرة من شدة الحرارة وإرهاق السفر، حينها نتوجه إلى النوم في المساجد حتى تأتي فترة المساء وعندها تكون حرارة الشمس قد خفضت، ومن ثم نواصل طريقنا بعد أخذنا قسطاً وافراً من الراحة من دون أن نخسر ريالاً واحداً». وذكر مسافر آخر أن الظاهرة انتشرت بشكل كبير في فترة الصيف، مشيراً إلى أنه لا يخلو مسجد في الطرق السريعة من مجموعة من سائقي الشاحنات الذين تجدهم غارقين في النوم داخل المساجد. في المقابل، تذمر الكثير من أصحاب محطات الوقود المنتشرة بكثرة على (طريق الرياض - الطائف السريع) من ظاهرة اتخاذ المساجد مكاناً للنوم والاسترخاء من قائدي الشاحنات. ص وطالبوا المسؤولين ذوي الاختصاص بمكافحة هذه الظاهرة غير الحضارية، معبرين عن انزعاجهم (حسب قولهم) من انتهاك حرمات المساجد، ومضايقة المصلين فيها باتخاذها مكاناً للاستجمام والاستراحة بها.