أكد مالك السفينة السعودية «النسر السعودي» المختطفة من قراصنة صوماليين في خليج عدن منذ نحو أربعة أشهر استعداد شركة التأمين لدفع الفدية عن طريق الإسقاط الجوي واستئجار طائرة خاصة للقيام بذلك. وقال المدير العام للشركة العالمية للمحروقات المحدودة بجدة مالك السفينة كمال محمد عري ل «الحياة»: «ما يزيد الأمر صعوبة في الوقت الحالي هو قرب نفاد وقود السفينة نظراً إلى وقوفها أكثر من أربعة أشهر، وهو ما سوف يعرضها لمخاطر وخسائر كبيرة مثل توقف ماكيناتها ومولداتها، وهو ما يجعل الأمر أكثر سوءاً». وأضاف: «نتلقى تهديدات بشكل يومي من القراصنة مختطفي السفينة، وهو ما يسبب لنا ضغوطاً، في وقت نسعى للخروج من هذه الأزمة، مشيراً إلى أنه «في حال لم تزود السفينة بالوقود اللازم نظراً إلى وقوفها الطويل أكثر من أربعة أشهر فستتعرض لمخاطر وخسائر كبيرة». وتابع قائلاً: «من الأمور التي تزيد الصعوبات أن أقرب ميناء للسفينة هو ميناء جيبوتي، وجميع السفن التي نفاوضها لتزويد السفينة بالوقود ترفض الذهاب لميناء جيبوتي والقرب من الصومال بسبب المخاطر البحرية والقرصنة»، مشيراً إلى أنه في حال الإفراج عن السفينة سنقوم بإدخالها حوض السفن لإجراء عمليات الصيانة المقدرة بملايين الريالات. وأردف: «شركة التأمين تكفلت بدفع الفدية للإفراج عن السفينة وتحرير طاقمها، غير أننا نعمل وفق قوانين نلتزم بها». وأشار عري إلى أن «المؤلم ما حدث أخيراً لقبطان السفينة اليوناني و13 ملاحاً سيريلانكياً من ضرب مبرح أدى إلى نزف دماء بعضهم، كما حصل نزيف داخلي للقبطان من شدة الضرب الذي تعرض له من القراصنة». ولفت إلى أنه يستقبل أكثر من 100 مكالمة هاتفية يومياً من اليونان وسيريلانكا للمطالبة بالتحرك السريع والعاجل لحل المشكلة، مؤكداً الحرص على حياة طقام السفينة والعاملين. وقال إنه قام بصرف رواتب المختطفين طوال الفترة الماضية، وإنه لن يتخلى عنهم على رغم أن النظام والقانون ينص على أن شركة التأمين هي المتكفلة بدفع رواتب المختطفين والسبب الخفي عليهم هو التزامي بالنظام والقانون السعودي الذي يتطلب الحصول على موافقة لدفع الفدية للإقراج عن السفينة وتحرير طاقهما». وأوضح عري أن عائلات العاملين تحمّل الشركة مسؤولية عدم تنفيذ الاتفاق المبرم بين قبطان السفينة والقراصنة بدفع الفدية والإفراج الفوري عن السفينة، مشيراً إلى أن القنصليات العامة لسيريلانكا واليونان خاطبت الشركة أكثر من مرة للاستفسار عن سلامة حياة البحارة الذين كانوا موجودين على متن السفينة عند اختطافها. وشدد على أنه «مستعد لاستئجار طائرة خاصة على حسابي وإعطاء الفدية للقراصنة عن طريق الإسقاط الجوي أسوة بسفن كورية ويابانية وانكليزية وإسرائيلية وسفينة أرامكو السعودية التي تم الإفراج عنها». يذكر أن السفينة المختطفة تبلغ حمولتها 4900 طن، وكانت في أول رحلة لها من اليابان إلى جدة، وتعرضت في طريقها للقرصنة.