[... يذهب مقدم البرامج اليميني غلينْ بِكْ في أكثر من برنامج له الى انتقاد أوروبا واعتبار أنها "قدمت للعالم حربين عالميتين واشتراكية وكرة القدم... ونحن بغنى عن كل ذلك." وهو يأتي من تيار انعزالي في الحزب الجمهوري، يقارب بين كأس العالم والأمم المتحدة ويرى في ال"فيفا" مجلس أمن آخر، يريد شد الولاياتالمتحدة إليه كما يعتبر أنه ليس من باب الصدفة أن تبدأ عبارتي "سوكر" (كرة قدم) و"سوشاليست" (اشتراكي) بالأحرف ذاتها...] لم يكن نجاح المنتخب الأميركي في كأس العالم في الوصول الى الدور ال16، وجذبه نسبة مشاهدين غير مسبوقة، كافياً لاسترضاء شريحة اليمين المتشدد في الولاياتالمتحدة التي شنّت هجوماً على لعبة كرة القدم عموماً، معتبرة الظاهرة "تطفلاً" على القيم الأميركية ورمزا "للاشتراكية الأوروبية" والمنظمات الدولية التي لا تمت لبلاد العم سام بصلة. ويشير بول وهو صاحب نادي "لاكي بار" لاستضافة الألعاب الرياضية أن نسبة الحضور في مونديال 2010 فاقت جميع نسب الأعوام السابقة، وأنه في أكثر من 75 في المئة من المباريات، وصل النادي إلى الحد الأقصى من الحضور. فالجموع التي تصل قبل ساعتين من المباراة، إما الى المقاهي وإما في الحدائق العامة، تعكس النمو المتسارع للعبة في الداخل الأميركي (والتي، في المناسبة، ما زال اسمها "سوكر"، لا فوتبول كسائر دول العالم). وتقدر أرقام محطة "أي أس بي أن" الرياضية أن أكثر من 120 مليون أميركي شاهدوا المباريات هذا المونديال، بينهم ستة ملايين في كل مباراة للمنتخب الأميركي، وأكثر من مليون مشاهد عبر موقع الانترنت لمباراة أميركا والجزائر، وهي أرقام قياسية للمحطة. وليس بعيداً عن هذه الظاهرة، يأتي تزايد عدد الفرق للولايات المختلفة، وخصوصا الكبيرة منها، ويُتوقّع بأن يصل الى عشرين فريقا في 2012، بعد أن كان لا يتعدى العشرة فرق، في 1994 حين استضافت الولاياتالمتحدة لكأس العالم. لامونت الطاهي الافريقي - الأميركي في جامعة هوبكنز، هو "عاشق جديد" للعبة، يتابعها من كافيتريا العمل، أو في السيارة أو على جهاز "الأي فون"، يقول أنها السنة الأولى التي يتعرف فيها على كرة القدم، انما انجذب للاثارة التي تقدمها اللعبة، وأصبح يشجع اليوم المنتخب الاسباني. ورغم الخروج المبكر للمنتخب الأميركي، تحول لاعبوه وخصوصا "دونوفان" و"برادلي" الى نجوم في المجتمع الأميركي، تراهم في اعلانات تلفزيونية ورياضية تماماً مثل أبطال الألعاب الأميركية من البايسبول الى كرة السلة والفوتبال الأميركي. غير أن هذا التهافت على اللعبة لم يرض البعض في الداخل الأميركي وخصوصا في أوساط اليمين المتشدد. وبرزت أصوات منددة بكرة القدم وعلى رأسها مقدّم البرامج اليميني في محطة "فوكس نيوز" غلين بك. غلين بك، لم يصغ لنصيحة هنري كيسينجر حول أهمية كرة القدم في توحيد الأمة، بل رأى فها سلعة "اشتراكية" و"أوروبية" عبرت الأطلسي للتطفل على القيم الأميركية. وذهب المقدم اليميني في أكثر من برنامج له الى انتقاد أوروبا واعتبار أنها "قدمت للعالم حربين عالميتين واشتراكية وكرة القدم... ونحن بغنى عن كل ذلك." غلين بك الذي يأتي من تيار انعزالي في الحزب الجمهوري يقارب بين كأس العالم والأمم المتحدة ويرى في ال"فيفا" مجلس أمن آخر يريد شد الولاياتالمتحدة اليه كما يعتبر أنه ليس من باب الصدفة أن تبدأ عبارتي "سوكر" (كرة قدم) و"سوشاليست" (اشتراكي) بنفس الأحرف. هذه النزعة اليمينية تجد آذانا صاغية لدى أقلية من الأميركيين، انما مهددة بالزوال اليوم، مع النمو المتزايد للعبة والجمهور الذي تغص فيه ملاعب لوس أنجلس ونيويورك وواشنطن، لمشاهدة ديفيد بكهام يلعب مع فريق لوس أنجلس. كما يساعد اللعبة التغيير الديموغرافي في الولاياتالمتحدة ونمو الشريحة اللاتينية - الأميركية والجاليات المهاجرة. وجاء حضور الرئيس السابق بيل كلينتون لبعض المباريات، وتحدث أوباما عن اعتزامه اعطاء قميص الفريق الأميركي الى الرئيس الغاني عند لقائه ليزيد الانتباه إلى كرة القدم، ويعِد بتمويل حكومي أكبر للكرة الأميركية وطموحات أعلى في الدورات المقبلة لكأس العالم.