ترصد مواقع التحليل الخاصة بتتبع محركات البحث العالمية اتجاهات «مواضيع» البحث بين مستخدمي الإنترنت، بحسب اللغة والدولة، وأحياناً المدينة، ومن أكثر هذه الخدمات امتيازاً ما تقدمه شركة «غوغل» للباحثين من إمكان الوصول إلى معلومات إحصائية عن الكلمات والمصطلحات الأكثر تداولاً من جانب مستخدمي محركها بمختلف لغات العالم، ابتداء من عام 2004. وتصدرت قائمة «المأكولات» منذ بداية شهر رمضان أعلى نسبة البحث في «غوغل»، وجاء اهتمام السعوديين مركزاً على سفرة الطعام الرمضانية، واحتلت «الشوربة» المركز الأول، وتلتها معشوقة الجماهير «القهوة» في المركز الثاني، بينما جاءت «البسبوسة» في الثالث، والرفيقان «اللبن» و«التمر» في الرابع والخامس، و«الكنافة» في السادس، ولم يغب «الفول»، الذي حضر في المركز السابع، تلته «السوبيا» و«الهيل» في الثامن والتاسع، ودخلت مضمار البحث عروس رمضان «السمبوسة» لتحتل العاشر، لتأتي بعدها «اللقيمات»، بينما كان البحث عن طرق إعداد «السحور الخفيف» وإيجاد حلول ل«السمنة في رمضان» ضمن ما يشغل الباحثين خلال شهر رمضان. وتكشف سجلات «غوغل» في الشأن السعودي عن مستويات مثيرة من التغير والتحول في اتجاهات البحث والاهتمام من مستخدمي الإنترنت السعوديين، وكأن الشابكة بذلك تعطي المؤشر الحيوي لاتجاهات ومستوى هموم واهتمامات الناس بين فترة وأخرى، ومعرفة ما يسيطر على تفكيرهم ويشغل أبحاثهم. وهكذا يتبيّن لنا، من خلال تحليل سجلات البحث في فهارس «غوغل»، كيف تتغير اهتمامات الناس بحسب معطيات الواقع الذي يعيشونه، والمؤثرات الإعلامية والسياسية والاقتصادية، إذ اعتلى اهتمامات السعوديين خلال الفترات الماضية كثير من المواضيع المتنوعة، بين «طلبات الأغاني» و«أسماء المسلسلات» و«الأفلام» و«الأسهم والمصارف». وكان حضور المادة الثقافية في معدلات البحث لدى السعوديين ضعيفة و«سطحية» نوعاً ما، وظهر ذلك من خلال بعض الأسئلة التي تكررت، مثل: «كم رمضانَ صام الرسول عليه الصلاة والسلام»؟ و«ماذا يطلق على آخر جمعة في رمضان»؟ و«من أول من صام رمضان»؟ وما أكثر المسلسلات مشاهدة في رمضان»؟ و«كم مرة ذكر رمضان في القرآن»؟ و«ما هو الوقت المناسب للرياضة في رمضان»؟ و«ما هو أجر ختم القرآن»؟ و«ما هو حكم البخور في رمضان»؟ و«ما هو فضل الطواف في رمضان»؟