على رغم من صغر سنه فإن مهاجم المنتخب الألماني، فإن لوكاس بودولسكي عرف بألقاب عدة حتى الآن أهمها «نجم ألمانيا، أمير كولن، الجوكر صاحب التسديدات اليسارية القوية، والولد المدلل» للأمة الفائزة بكأس العالم ثلاث مرات. قبل أربع سنوات في كأس العالم بألمانيا، توّج الفتى «بولدي» بجائزة أفضل لاعب واعد في البطولة، ليأسر عقول أنصار المنتخب الالماني، وكان يتطلع الى تأكيد التطلعات على المسرح الدولي مرة جديدة قبل «خيبة» خروج «المانشافات» من نصف نهائي مونديال 2010 أمام إسبانيا، في الوقت الذي يواجه فيه تحديات كبيرة على صعيد ناديه، واحتفل بودولسكي بعيد ميلاده ال25 قبل سبعة أيام من انطلاق العرس الكروي في جنوب افريقيا، وخوضه 70 مباراة دولية قبل العرس العالمي بأفريقيا، أكبر دليل على علو كعبه. ولد بولدي في مدينة جليفيتشي البولندية، قبل أن يهاجر مع والديه إلى ألمانيا عندما كان في الثانية من عمره، وانضم إلى كولن وهو في العاشرة، إذ تعلّم أصول الكرة الجميلة بعد أن أظهر موهبة تهديفية رائعة في الفئات العمرية، خاض اول مباراة رسمية في «البوندسليغا» في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2003، بعد أن نجح في تسجيل 10 أهداف في 19 مباراة في موسمه الأول، خطف هذا الشاب إعجاب أنصار نادي كولن الذين يعتبرونه بطلاً قومياً في هذه المدينة التي تتميز بكثافة الكاتدرائيات فيها، هبط كولن في ذلك الموسم إلى الدرجة الثانية، لكن تألق بودولسكي أعاده الى مصاف اندية النخبة في الموسم التالي، إذ توّج هدافاً للدرجة الثانية. ولم يمر صعوده الصاروخي الى النجومية مرور الكرام، فاستدعاه مدرب منتخب المانيا في تلك الفترة رودي فولر الى صفوف المانشافت للمرة الأولى، إذ خاض أول مباراة رسمية ضد المجر في حزيران (يونيو) عام 2004 في مباراة وديّة خسرها فريقه 2-0 في كايزرسلاوترن، قبل أن يضمه إلى التشكيلة الرسمية التي خاضت غمار كأس أوروبا 2004 في البرتغال وهو لم يتجاوز 19 ربيعاً فقط. ولم يغب بولدي عن أي بطولة كبرى منذ ذلك العام، وبعد سنتين لعب بودولسكي في خط المقدمة الى جانب ميروسلاف كلوزه في كأس العالم التي أقيمت في المانيا، وشكلا ثنائياً خطراً ولعبا دوراً كبيراً في بلوغ فريقهما الدور نصف النهائي. عندما هبط كولن مجدداً إلى الدرجة الثانية موسم 2005-2006، وبعد تألق بودولسكي بشكل لافت في كأس العالم، كان واضحاً بأن النجم الألماني لن يستمر في صفوف ناديه الذي شهد انطلاقته الكروية، وانضم بودولسكي إلى صفوف بايرن ميونيخ، إذ أمضى أصعب فترات مسيرته حتى الآن، وفي الوقت الذي استمر بودولسكي في إظهار موهبته في صفوف منتخب بلاده، فإن هذا اللاعب الذي يتمتع بشعبية كبيرة، كان أسير مقاعد اللاعبين الاحتياطيين ودفع ثمن تألق الثنائي كلوزه والإيطالي لوكا توني. وعلى رغم من فوزه بالثنائية المحلية، وخوضه بعض مباريات دوري أبطال أوروبا مع بايرن، فإنه لم يتأقلم أبداً في ميونيخ وعاد إلى كولن بعد موسم واحد في بافاريا. في الأشهر الأخيرة، عانى بودولسكي في تحقيق تطلعات أنصار ناديه، ولا يتردد بودولسكي في قول ما يشعر به، ويصفه كثيرون بأنه لاعب كرة قدم يتبع حدسه، ويتمتع بودولسكي بتسديدات قوية، وتقنية مدهشة. قد لا يفعل شيئاً لفترات طويلة خلال المباراة، قبل أن يخطف الأضواء بحركة فنية رائعة. ولا يعتبر بولدي مهاجماً يجيد اقتناص الأهداف داخل المنطقة، بل إنه يفضل القدوم من بعيد ليخلق المتاعب لمدافعي المنتخبات المنافسة.