فيينا، نيويورك، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي أي – اجرت كل من الولاياتالمتحدةوروسيا أمس، عملية لتبادل جواسيس في مطار فيينا الدولي شملت عشرة عملاء روس طردتهم الولاياتالمتحدة، في مقابل اربعة جواسيس اميركيين من اصل روسي، ما شكّل اكبر عملية تبادل سجناء بين البلدين منذ نهاية الحرب الباردة عام 1990، والتي كانت تجرى خصوصاً على جسر غلينيكل الذي يربط برلينالغربية بألمانيا الشرقية. وتوقفت طائرة اميركية تابعة لشركة «فيجين» الى جانب طائرة روسية في مدرج في مطار فيينا صباحاً. وجرى ذلك بطريقة منعت المصورين المنتشرين في المطار من رؤية بابها الذي فتح على ممر مباشر الى الطائرة الروسية التي نقل اليها الجواسيس قبل ان تقلع الى موسكو. وكانت محطة «إن بي سي» التلفزيونية عرضت لقطات لبعض العملاء الذين عمل بعضهم سنوات لحساب الاستخبارات الخارجية الروسية في الولاياتالمتحدة، اثناء صعودهم الى طائرة شركة «فيجين» في مطار لا غوارديا في نيويورك ليل اول من امس. ومن بين هؤلاء آنا شابمن التي تصدرت صورها الحميمة وتفاصيل حياتها الجنسية وسائل الإعلام. وصرحت والدتها ايرينا كوتشنكو لموقع «لايف نيوز دوت رو» بأنها تنتظر ابنتها، وقالت: «آمل بأن استطيع استقبال ابنتي قريباً وتقبيلها»، مضيفة: «آنا لم ترتكب أي عمل شرير، وعلى رغم ما جرى وكل ما قيل ستكون قريباً الى جانبنا». ونقلت محطة «ان واي 1» التلفزيونية المحلية في نيويورك عن احد وكلاء الجواسيس المحامي ريتشارد بوم ان «الجميع اقروا بذنبهم قبل مغادرتهم بعد توقيفهم الاثنين الماضي»، علماً ان تسعة منهم اتهموا ايضاً بتنفيذ عمليات لغسل أموال. وكان المشبوه الحادي عشر اوقف في مطار العاصمة القبرصية لارنكا، وأفرج عنه بكفالة قيمتها 33 ألف دولار، قبل ان يختفي. وسجن المتهمون العشرة في نيويورك والكسندريا (فيرجينا، شرق) وبوسطن (ماساتشوستس، شمال شرق)، ثم نقلوا الى نيويورك الاربعاء ومثلوا أمام المحكمة. صفقة روسيا وفي موسكو، اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان صفقة تبادل الجواسيس بين جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية انجزت في إطار تحسين العلاقات الروسية - الأميركية عموماً. وكان الرئيسان الروسي والاميركي انتهجا سياسة تهدف الى تنشيط العلاقات بين البلدين. وأشارت الى ان الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف وقّع على أمر بالعفو عن 4 أشخاص سجنوا في روسيا بتهمة العمل مع وكالة استخبارات غربية، هم: ألكسندر زابوروسكي وغينادي سيبتاشيف وسيرغي سكريبال وغيغور سوتياغين الذين «اعترفوا جميعهم بجرائمهم ضد الدولة الروسية». ودين سيبتاشيف بالسجن ثماني سنوات عام 2002 بتهمة العمل مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي)، فيما يمضي زابوروسكي منذ 2003 عقوبة بالسجن 18 سنة بعد ادانته بالتهمة ذاتها. اما سكريبال الكولونيل السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية فدين عام 2006 بالسجن 13 سنة بتهمة التجسس لحساب بريطانيا. ونقلت صحيفة «غازيتا دوت رو» الالكترونية عن مصدر مطلع في الاوساط الديبلوماسية ان تبادل الجواسيس قد يكون تقرر خلال لقاء عقده سفير روسيا في واشنطن سيرغي كيسلياك مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز. ورفضت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الإدلاء بأي تصريح حول الصفقة اول من امس، مشددة على ان القضية تديرها وزارة العدل مباشرة. واعتبرت الصحف الروسية ان استئناف صفقات التبادل شكلت الوسيلة الافضل بالنسبة الى الاميركيين والروس معاً من اجل تسوية هذه الفضيحة، في حين جعل الرئيسان الروسي ديمتري ميدفيديف والاميركي باراك اوباما من اعادة اطلاق علاقاتهما اولوية. وفي شأن الأطفال الروس المدانين في الولاياتالمتحدة، اعلنت موسكو ان البعثات الديبلوماسية الروسية في الخارج ستساعدهم في العودة إلى عائلاتهم في روسيا. وأكدت واشنطن انها لن تضع عراقيل أمام عودة الأطفال إلى ذويهم في روسيا، علماً ان بين المعتقلين أربعة أزواج لديهم سبعة أطفال، واحد منهم سيبقى في الولاياتالمتحدة، واثنان بدأ أهلهما بعد اعتقالهما بترتيبات لإعادتهما إلى روسيا، فيما لم يتّضح مصير الأطفال الأربعة الباقين. استطلاع الى ذلك، أفاد استطلاع للرأي اجراه مركز «ليفادا» الروسي بأن غالبية الروس يعتقدون بأن «سي آي إي» افتعلت فضيحة التجسس من اجل الإضرار بالعلاقات التي تشهد تحسناً بين البلدين العدوين السابقين خلال الحرب الباردة. ورأت نسبة 53 في المئة من 1600 روسي شاركوا في الاستطلاع في 130 مدينة أن الاعتقالات «استفزاز» من اجهزة الاستخبارات الاميركية يهدف الى تقويض العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وأيدت نسبة عشرة في المئة فقط عمل الجواسيس المعتقلين لحساب روسيا فعلياً، بينما قالت نسبة 37 في المئة إن «جواب هذا السؤال صعب». ورأت نسبة 12 في المئة أن شبح حرب باردة جديدة يلوح في الافق، بينما قال 58 في المئة إن «العلاقات ستبقى دافئة».