بعد أكثر من أربعة أشهر على الانتخابات النيابيه في العراق، وما أفرزته من تقدم القائمة العراقية بقيادة أياد علاوي تلتها قائمة ائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي، أنجبت العملية السياسية الوليد الخامس مشوهاً هو ايضاً كأخوته الأربعة الذين سبقوه على رغم الغموض القاتم بملامحه حتى الأن. الا أن مسألة تشكيل الحكومة تبقى معلقه مع أستمرار «صراع الساموراي» في الحلبة السياسية العراقية بين علاوي والمالكي. يوماً بعد أخر تكشف الأحداث عن ولع الرجلين بمنصب رئاسة الوزراء من دون أخذهم في الأعتبار الهوة التي بدأت ملامحها تطفو على الساحة من قبل شركائهم الأساسيين داخل قوائمهم وكياناتهم التي خاضوا بها الانتخابات، والأمرّ من هذا عدم مبالاتهم بما يعانيه الشعب المتلهف إلى تشكيل حكومة تضع حلولاً حقيقيه للملفات الرئيسة وهي الخدمات والبطاله والمهجرون والمعتقلون. الا ان خيبة أمل هذا الجمهور العريض بمن انتخبه تزداد يوماً بعد يوم مع أحساس بالندم يغمر المواطنيين على مشاركتهم في مهزلة الانتخابات وإعطاء أصواتهم لهؤلاء الرجال الذين بدأو يفقدون المنطق في طروحاتهم مع تعاظم الأحداث واستمرار الصراع من أجل منصب رئاسة الوزراء وصفة «دولة الرئيس» بطرحهم حلولاً وخيارات تنم عن تخلف سياسي واضح وتعبر عن الأنتهازيه التي تغلب على تصرفاتهم التي تخلو تماماً من المسؤولية التي حمّلهم أياها المواطنون، وتكشف عن زيف الشعارات الوطنية التي رفعوها قبيل الانتخابات وصدعوا بها رؤوسنا، فتارة يتولى علاوي والمالكي في شكل دوري رئاسة الوزراء مدة سنتين لكل منهما، وأخرى يتبادل كلاهما عروضاً بإهداء أحدهما إلى الأخر منصب رئاسة الجمهورية كتبادل القبل بين صديقين كارهين لبعضهما في حقيقة الأمر، وكأن هذه المناصب هي أرث من أبائهم متناسين فضل الناخب العراقي الذي أوصلهم إلى ماهم عليه اليوم، وندم المواطن العراقي اليوم على مشاركته في الانتخابات وخيبة أمله بالذين أعطاهم صوته مُتحدياً الظروف القاهرة بتعريض حياته للخطر من قبل الميليشيات الطائفية والجماعات التكفيرية المدعومة من إيران. هذا الوضع يدفع المواطن للمطالبة بأسترداد صوته وهو حقه المشروع، الذي لا يستحقه هؤلاء الرجال إذ لا وجود لمصلحة هذا المواطن المسكين بأجنداتهم من الأساس، وبعد نفاد الصبر وملل الأنتظار والتعويل على ساسة المنطقة الخضراء بلا جدوى، خرج العراقيون بأنتفاضه شعبية عفوية للاحتجاج على سوء الخدمات وترديها إلى الحد الأدنى بل وانعدامها غالباً وأيضاً للتعبير عن السخط على هؤلاء الساسة والندم على المشاركة في الانتخابات والخداع المنظم الذي مورس في حقهم.