نجح أهالي عودة سدير (170 كيلو متراً شمال غرب الرياض) في إعادة الحياة إلى الشق التراثي من قريتهم، عبر مشروع حمل عنوان «الحملة الأهلية للحفاظ على الموروث التاريخي لبلدة عودة سدير». وعلى رغم أن الحملة بدأت منذ 3 أشهر فقط، إلا أن 60 في المئة من أعمال الترميم أنجزت فيها، ومنها ملامح منطقة السوق الشعبية والدكاكين المحاذية، وبناء مئذنة ومنارة الجامع القديم، وأسوار المزارع المجاورة لمنطقة السوق الشعبية وواجهات المنازل القريبة من المنطقة المركزية للسوق الشعبية، في حين لا يزال العمل جارياً في بناء المقصورة القديمة المجاورة للجامع وترميم بيت «السهله» ليكون متحفاً ومركزاً للضيافة واستقبال الوفود، وتأهيل البئر الواقعة في الجهة الشرقية من المنطقة المركزية لري المزرعة بواسطة الإبل، وإزالة المخلفات في الممرات وبين بيوت القرية التاريخية. وأكد مدير مكتب الآثار والمتاحف في محافظة المجمعة أن تأهيل القرية التراثية في عودة سدير مبادرة أهلية فاعلة ومؤثرة تدعمها الهيئة العامة للسياحة والآثار وفق رؤيتها الاستراتيجية التي تركز على المبادرات الفردية في تنمية القرى التراثية. وأوضح المشرف على المشروع محمد التمامي أن المبادرة الأهلية لتأهيل القرية التراثية في عودة سدير تهدف إلى إحياء القرية القديمة لتصبح معلماً تراثياً يقصده السياح، وبالتالي تنشيط الحركة الاقتصادية في القرية بما يعود بالنفع والفائدة على المجتمع المحلي، إلى جانب ربط الجيل الجديد بتاريخ الأجداد وتعريفهم بطبيعة حياة السابقين وما صاحبها من ظروف معيشية قادتهم إلى عدد من الابتكارات داخل هذه البيوت التي تزخر بلوحات الصبر والتجلد والتغلب على ظروف الحياة الصعبة آن ذاك، إضافة إلى محاكات الحياة اليومية عبر تأهيل الأسوار والأسواق والمقاصير الأثرية الذي يتميز به الطراز المعماري القديم في نجد. ووجدت المبادرة التأهيلية لتأهيل القرية التراثية في عودة سدير احتفاءً من الأهالي، إذ قدم أشخاص دعماً مادياً لتأهيل بيوتها وفتحها للزوار لتكون متاحف وبيوتاً للضيافة. وقال رئيس مركز عودة سدير محمد العتيبي إن من أوائل المبادرات الفردية ما قدمه الأديب الدكتور محمد الحسين من دعم مادي لإعادة ترميم وتأهيل منزله ليكون متحفاً ومقراً لاستقبال الضيوف والوفود الزائرة للقرية التاريخية، مشيراً إلى أن المنزل يضم مكتبة للمخطوطات والكتب القديمة وعدداً من المقتنيات التراثية التاريخية المستخدمة في الماضي. ولفت إلى أن مشروع تأهيل القرية التراثية قطع نحو 60 في المئة من إجمالي المشروع وسيكتمل في غضون الأشهر القليلة المقبلة، تمهيداً لإقامة احتفالات المدينة وسط القرية التراثية وبين أسواقها الشعبية. يذكر أن عودة سدير إحدى قرى إقليم سدير التابعة لمحافظة المجمعة وتشغل مساحة من غرب العتك الكبير وحتى سفوح جبال طويق الشرقية، وتتمركز البلدة القديمة منها في وادي سدير المعروف قديماً بوادي الفقي. وعرفت عودة سدير قديماً باسم جمّاز، وتضم أحياء ومدناً تاريخية مثل مدينة غيلان، وجمّاز، والقرناء .