عن آليات التواصل الحضاري بين العرب المعجبين، بالأتراك المقبلين عليهم، أجاب محمد العادل : لدينا الآن اتصال مع عدد لا حصر له من الجامعات العربية والتركية وهناك توأمة بين الجامعات وبين مراكز البحث العلمي وتبادل بين الأستاذة والطلبة، ولذلك نحاول أن نقيم تجاور العقل العربي والعقل التركي. ونولي أهمية لتنشيط حركة الترجمة من اللغتين العربية والتركية، ونشر العربية في تركيا ونشر التركية في الدول العربية، إضافة إلى ذلك تنشيط التعاون الفني واستثمار المهرجانات التي تقام في الطرفيين العربي والتركي، فنحن لا نجد مشاركة في المهرجانات التركية من الجانب العربي والعكس صحيح وهذا يؤلمنا... لذلك بدأنا حصر المهرجانات في تركيا لنؤمن مشاركات الدول العربية فنية كانت أو فلوكلورية تخدم الحضور الثقافي والفن العربي وتشجع الفنانين الأتراك للمشاركة في تلك المهرجانات. ومن الأعمال المهمة أيضاً في مجال الدراسات والأبحاث نعمل على تناول التعاون التركي العربي في إطاره العميق وليس السطحي... نحن لا نريد تعاوناً عربياً تركياً تقليدياً، وإنما شراكة استراتيجية وتعديل الكثير من المفاهيم في إطار هذا التعاون، نريد تعزيز الثقة بين العرب والأتراك بين العقل العربي والتركي على السواء. نحاول مساعدة المثقف التركي أن يقرأ للمثقف العربي والعكس صحيح، وقناعتنا أن هذا العمل هو عمل حضاري استراتيجي يؤسس علاقات وطيدة وراسخة انطلاقاً من وحدة الدين والأمة الإسلامية وليس هذا التعاون بمعزل عن سائر الشعوب الإسلامية، فنهضة الأمة تعتمد على نهضة التقارب العربي التركي فراية الإسلام حملها العرب ثم حملها الأتراك إلى بقية دول العالم. وأما مشروع الترجمة، فقال عنه: أعتقد أن القطيعة بين العرب والأتراك هي قطيعة ثقافية ولماذا ثقافية؟ لأن انقطاع حبل المعرفة ولم يعد هناك جذور ثقافية بين الطرفين، وفي تقديري أن الترجمة من اللغتين العربية والتركية ستعيد حبل هذه المسيرة وستجعل الإنسان العربي يقرأ المفكرين والأدباء الأتراك وبالعكس. لذلك نولي الترجمة أهمية قصوى، وبدأنا العمل في ترجمة عدد من الكتب (التركية إلى العربية تتبناها وزارة الثقافة التركية) ولدينا اتصالات، وهناك رغبة من المؤسسات التركية للتعريف بحضارتهم ومفكريهم وأدبائهم وغيرهم، ما نريده هو أن تتبنى عدد من المؤسسات العربية مشروع الترجمة التي تعمل على القيام بها من العربية إلى التركية، ويعرف الأتراك من هم العرب ومفكريهم وما هي اهتمامات الفكر العربي الآن. نريد أن نعكس صورة عن الحركة الأدبية العربية في تركيا، ويحتاج ذلك إلى رعاية وجهد مشترك مع الدول العربية والهيئات العربية والثقافية الغربية. نحن ندعو من خلالكم بإلحاح على كل الغيورين على الثقافة العربية، أن يشاركوا معنا في نقل صورة الثقافة العربية والشعر العربي والأدب العربي إلى اللغة التركية حتى نحقق الحوار الثقافي العربي.