باريس - أ ف ب - أفادت دراسة نشرت في مجلة «نيتشر» بأن دفقاً قوياً من الجزئيات يبلغ طوله الإجمالي ألف سنة ضوئية يصدر عن ثقب أسود بعد انطفاء نجمة كثيفة واحدة. وكشف المرصد الأوروبي الجنوبي ان «هذا الجسم الذي يطلق عليه اسم «مايكرو كازار» ينفث فقاعة كبيرة من الغازات الحارة يبلغ قطرها ألف سنة ضوئية (السنة الضوئية توازي 9400 بليون كيلومتر) أي أكبر بمرتين من المايكروكازار المعروفة الأخرى وأقوى منها بعشرات المرات». والفقاعة التي تزداد اتساعاً «منذ 200 ألف سنة على الأقل» تنمو «بسرعة حوالى مليون كيلومتر في الساعة». ورصد عالما فلك من مرصد ستراسبورغ الفلكي (فرنسا) وزميل لهما من يونفرستي كولدج في لندن المايكروكازار هذا على بعد 12 مليون سنة ضوئية من الأرض بفضل التلسكوب الكبير جداً «في ال تي» التابع للمرصد الأوروبي والمنصوب في تشيلي والتلسكوب الفضائي «شاندرا اكس راي» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا). وأوضح مانفرد باكول المشرف الرئيسي على الدراسة أن «هذا الثقب الأسود له كتل شمسية قليلة وهو نسخة مصغرة من أقوى الكازارات والمجرات المصدرة للموجات، والتي تحوي ثقوباً سوداء تزيد كتلتها عن كتلة الشمس ملايين المرات». ويفيد علماء الفلك ان هذا الثقب الأسود الناجم عن انهيار نجمة واحدة قد سمح بفهم أفضل لظواهر نشاهدها في الثقوب السوداء العالية الكثافة في وسط المجرات. ويمكن لزوبعة المادة العالية الحرارة التي تدور لولبياً بسرعة كبيرة حول الثقب الأسود قبل ان يبتلعها ان تنفث كمية هائلة من الطاقة. والدفق الخارج من هذه الثقوب السوداء العالية الكثافة يمكن ان يصل الى مئات آلاف السنوات الضوئية. وشدد المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي على انه بالنسبة الى الثقوب السوداء الناجمة عن افول نجمة واحدة فإن الطاقة المنتجة «تتحول عادة بالجزء الأكبر منها الى أشعة سينية وليس الى دفق».