اختلف المشاركون في ندوة عن الجنس في الإسلام ما بين مؤيد ومعارض. وعلى رغم اتفاق الجميع على ندرة الدراسات في هذا المجال وندرة البحث العلمي واتفاق غالب أساتذة علم النفس والاجتماع على التعتيم المتعمد لهذا النوع من الثقافة في الجامعات... إلا أنه لا يوجد حتى اليوم في جامعاتنا بحث واحد عن الثقافة الجنسية! فإذا كانت الجامعات تحجب أو تتعمد عدم التطرق إلى هذا الموضوع المهم، فماذا نتوقع من المدارس؟ ألقيت محاضرة في أكثر من مدرسة متوسطة حكومية وأهلية عن موضوع البلوغ والتغيرات المصاحبة له... كنت أنظر إلى أعين ووجوه الفتيات وكأنهنَّ يسمعْن هذا الموضوع للمرة الأولى!! كانت لديهنَّ أسئلة خجولة أرسلن لي بها عبر أوراق صغيرة... كنَّ متعطشات لطرح مثل هذه المواضيع المهمة بشكل مبسط يهدف إلى رفع التوعية وإزالة حساسيته. وسط الطالبات والأمهات. إحدى الأمهات... أرسلت تقول: «ابنتي في الصف السادس ترفض الذهاب إلى المدرسة... على رغم تهديدها بالضرب إلا أنها ما زالت ترفض... وأثناء الحديث اكتشفت أن الفتاة عمرها 12 سنة فوجئت في الفسحة بملابسها متسخة ومبقعة والطالبات يشرن إليها ويستهزئن بها... واضطرت إلى لبس العباءة وسط استغراب الطالبات والمعلمات والتلميحات «السخيفة» المصاحبة لذلك، سألت الأم «لماذا لم تتأكدي من وجود بعض الاحتياطات مع ابنتك لاستخدامها حتى لا تتعرض لمثل هذا الموقف؟»، فكان الرد: «أصلاً بنتي ما تدري شيء عن الموضوع... ليش أفتح عينها من بدري؟!». إذا اتفقنا على أن الأم جاهلة... فأين دور المدرسة؟... لماذا ننشغل ونشغل طالباتنا بكيفية تقشير البيض المسلوق... ونتغافل عن «البلوغ» وهو جانب له تأثيرات سلبية كثيرة في الطالبات؟ ألم يأنِ الأوان لفتح كل الملفات المحرَّمة وزيادة التوعية بها حتى لا نصادف تناقضات عديدة؟... ففي وقت نتجاهل فيه الحديث في الجامعات عن الجنس بشكل صحي راقٍ، ونتجاهل الحديث في المدارس عن البلوغ وعن معنى التحرشات الجنسية، في الوقت ذاته تحرم طالبة سعودية من درجة الماجستير وتصادر رسالتها لأنها بحثت عن أثر الدورة الشهرية في نفسية المرأة الحساسة!! تطالعنا زوجة أبو ناصر في ذلك الإعلان الشهير، وهي تطلب منه فور دخوله المنزل أن يؤدي واجبه الزوجي... ويبتسم أبو ناصر وهو ينظر إلى إشارة ملفتة للنظر تومض أمام المشاهدين والمشاهدات (تستمر 36 ساعة) ماذا لو سألت إحداهن بعد مشاهدتها هذا الإعلان... لماذا يبتسم أبو ناصر للوميض؟... وما المقصود بال... يا ترى؟... بماذا نجيب؟ [email protected]