شدد مسؤولون في الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام على ضرورة رفع عدد الأسرّة الذي لا يزيد على 300 سرير لاستقبال مرضى الفصام الذين وصل عددهم في الرياض وحدها إلى نحو 30 ألف شخص، مؤكدين أن خلاف أربع جهات حكومية أخر نظام الصحة النفسية 25 عاماً. ودعوا إلى التوعية بأن الرقاة الشرعيين لا يمكنهم علاج هؤلاء المرضى. وذكر نائب رئيس الجمعية الدكتور إبراهيم الخضير خلال «الندوة التعريفية بمرض الفصام» التي أقيمت في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في الرياض أول من أمس، أن مرض الفصام منتشر بمعدّل 1 إلى 1.50 في المئة حسبما تشير الإحصاءات العالمية، مشيراً إلى أن عدد المصابين به في مدينة الرياض وحدها لا يقل عن 30 ألف شخص وربما يصل إلى 40 ألفاً. وأكد أن هذا العدد لا يجد العناية اللازمة لأن إجمالي عدد الأسرّة المخصصة لهم في المستشفيات لا يتجاوز 300 سرير، وتحديداً 200 سرير في مستشفى الأمل للصحة النفسية، و20 سريراً في المستشفى العسكري، و20 في المستشفى الجامعي، مطالباً بدعم الحكومة ومختلف المؤسسات لمرضى الفصام عبر تفعيل لائحة الصحة النفسية ليصبح داعماً لمختلف الأمراض النفسية. وقال الخضير: «ذكرت وزارة الصحة عام 1985 أن نظام الصحة النفسية جاهز وسيتم تفعليه خلال أسبوع، ونحن لا نزال بانتظار هذا الأسبوع»، عازياً تأخر تفعيله إلى خلافات حوله بين الجهات الصحية ورجال الدين والشؤون الاجتماعية والجهات الأمنية كونه يعتبر نظاماً معقداً. ولفت إلى أن بعض الرقاة الشرعيين يمارسون تصرفات غير إنسانية حينما يُذهب إليهم المصاب بالفصام، إذ يلجؤون إلى ضربه، مؤكداً الحاجة إلى قوانين تخدم المريض، فالسعودية لا تمتلك قضاءً صحياً كما في الدول المتقدّمة، كما لا يوجد دراسة علمية توضّح نسبة المصابين بالمرض في البلاد، مثل مختلف الأمراض النفسية، مشيراً إلى أن الكثيرين يدعون أنهم مصابون بأمراض نفسية بهدف الحصول على الإجازة المرضية أو التقاعد المبكّر ومزايا أكثر من التقاعد الطبيعي. وتابع: «هذه المشكلة نواجهها في المستشفى العسكري». من جهتها، أكدت رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الفصام الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل وجود جهل كبير في المجتمع بمرض الفصام، يجعل من بعض الأسر يعتقدون أن المريض في حاجة إلى راقٍ شرعي للعلاج فقط، مشيرةً إلى أن القرآن الكريم يعتبر شفاء لكن ليس بالضرورة أن يكون علاجاً، وبالتالي فإن المرضى الذين يتّجهون إلى الرقاة الشرعيين ليس بالضرورة أن يجدوا العلاج لديهم. وقالت خلال الندوة: «نهدف من خلال هذه الجمعية إلى التعريف بمرض الفصام ونشر الوعي حوله، ودعم الأسر في كيفية التعامل مع المريض، وتقديم الدعم المعنوي والأسري اللازم، حتى نتمكّن من تحسين النظرة للمصابين بالفصام، والعمل على إيجاد مراكز متخصصة لمتابعة المرضى، ومساعدتهم في تحصيل حقوقهم الاعتبارية والمادية، إضافة إلى إنشاء مركز معلومات للدراسات والأبحاث الخاصة به، والعمل على أن نكون حلقة وصل بين مختلف المؤسسات»، مشيرة إلى أن هذه الجمعية هي الأولى التي تُعنى بهذا المرض على مستوى الوطن العربي، وجرى البدء بالتعاون مع بعض دول الخليج لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الإيجابية في هذا المجال، بداية من إقامة «ملتقى تعريف الفصام» الذي نظمته اللجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم بتاريخ 4/5/2010، وندوة «مرض الفصام وجودة الحياة» في البحرين بتاريخ 9/5/2010، تمهيداً لتأسيس الرابطة الخليجية لمرضى الفصام التي ستشكل دفعة قوية لكل ما من شأنه الرقي بمستوى الخدمات المقدّمة لهذه الفئة. واعتبرت أن عدم وجود مراكز متخصصة لتشخيص مرض الفصام في المملكة، يشكّل صعوبة في ما يخص عمل الدراسات والإحصاءات المتعلّقة به، إذ ان الدراسة لن تظهر بشكل صحيح إذا لم توجد مراكز، لافتة إلى أن تكاليف العلاج التأهيلي لمرضى الفصام كبيرة مادياً ومعنوياً، فأسرة المريض تعيش حالة صعبة لشعورها بفقدان أحد أبنائها من دون سبب، وتحتاج للدعم المعنوي والمادي والصحي لتجاوزه. وتابعت: «هذا المرض تفشى بشكل لافت، إذ توضّح الإحصاءات العالمية ما نسبته مصاب من كل 100 شخص، وهذا الرقم يشكّل هاجساً في حسابات الأمم المتقدّمة التي لم تجد سبباً واضحاً له».